في لحظات من الفرح والسعادة التي يحملها عيد الأضحى، اختلطت المشاعر بجرعة من الحزن العميق، إثر حادث مأساوي أودى بحياة شاب طموح وأصدقاءه، كانوا في لحظة عابرة يسعون لإنقاذ كلب عابر في طريقه.
في الساعات الأولى من يوم العيد، كان الشاب الخلوق يسين يعمل كمساعد في حافلة لنقل المسافرين. وفي شغله، لاحظ وجود كلب في الطريق السيار الرابط بين الجديدة والدار البيضاء. لم يكن لديه أي تردد، بل قرر فورًا أن يتصرف نحوه، احترامًا للحياة ورغبة في سلامة الركاب. نزل يسين مع ثلاثة آخرين من الحافلة، قاصدين إزاحة الكلب من الطريق لتفادي وقوع أي حادث.
ومع ذلك، جاءت اللحظة المأساوية التي لم يكن أحد يتوقعها. سيارة مسرعة لم تتمكن من التوقف، ودهستهم، فأسقطت أرواحهم الطاهرة وسط الطريق. لقد كان مشهدًا مؤلمًا بحق، ترك أثرًا عميقًا في قلوب من عرفوهم، ومن شهدوا الحادث.
لم يكن يسين مجرد شاب عادي، بل كان إنساناً يجسد الأخلاق الحميدة، المعروف بابتسامته الدائمة، وطيبة قلبه، ورغبته الحقيقية في مساعدة الآخرين. لقد رحل وهو يحاول حماية الآخرين، وقدّم حياته في سبيل القيام بعمل نبيل.
تترك هذه الحادثة المأساوية تساؤلات عميقة حول قيمة الحياة وحماية الأرواح، حتى في أبسط الأمور. اليوم، نتذكر يسين وأصدقاءه كرموز للإنسانية والشجاعة في مواجهة الصعاب، وندعو لهم بأن يكونوا من الشهداء الذين ينعمون برحمة الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون. في هذه اللحظات الصعبة، نرفع أيدينا بالدعاء لأهلهم بالصبر والسلوان ونعبر عن خالص تعازينا لهم. قد كانت فرحة العيد مؤلمة، لكننا نؤمن أن الرحمة الإلهية أوسع من كل ألم، وندعو الله أن يجعلهم في جنات النعيم.