بقلم : الاستاذ حميد طولست
إحداث الفارق في كرة القدم ، رحلة وليس وجهة.
استطاعت الرياضيات المغربيات خلال فترة وجيزة من عمر الزمان ، إثبات وجودهن بين الفعاليات الرياضية العالمية ،و تمكنت من سحب البساط من تحت أقدام أشهرها، في شتّى المجالات الرياضية وعلى رأسها كرة القدم ، التي بات فيها المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية –المعروف بـ”لبؤات الأطلس”- محط أنظار مئات الملايين المعجبين والمهتمين من كل بقاع المعمورة ، لمتابعة تجربتهن الجديدة المتجددة المدعومة من أعلى المستويات في البلاد وعلى رأسها جلالة الملك ، من أجل تمكين نمو قطاع الرياضة النسوية ، والذي وظفت كل الوسائل والتقنيات الرياضية المتقدمة لصقل مهارات لبؤات الأطلس وزيادة خبراتهن الكروية، وتحفيزها وتطويرها وتعزيز مكانتها وإبراز ما وصلت إليه من تميز بين الفعاليات الرياضية العالمية النسائية ، الأمر الذي لم يكن ليحدث إلا بعد توسع دوائر الاهتمام بها من الاهتمام الملكي المتصاعد إلى الاهتمام الشعبي، الذي تحولت كل مكوناته الجماهرية –محبين ومشجعين ومهتمين إعلاميين محللين وأناس عاديين– إلى جزء من المرحلة المتميزة التي تعيشها الرياضة في بلادنا، كنقلة نوعية هدفها الأول والأخير تحفيز ودعم الرياضة عامة وكرة القدم النسوية المغربية على وجه الخصوص ، التي لازالت – رغم ما عرفته من قفزات متقدمة بمستويات عالمية – في حاجة إلى الدعم والتطوير للوصول إلى السمعة المتميزة التي حققها المنتخب الوطني لكرة القدم للذكور ، بفضل النصيب الوافر من الاهتمام الذي حظيوا به ، والذي جعل المغرب يتربع على عرش أفضل وجهة رياضية تحظى باهتمام غير مسبوق من عشاق الساحرة المستديرة ومشجعيها ومتتبعيها ومصاحبيها من الإعلاميين والمحليين ،الذين لا تتحقق الأهداف المنشودة منها إلا بمواكباتهم المتوازنة لمسارها، وتعليقاتهم المبرزة لحقائقها ،ونقدهم البناء والهادف لتنوير جمهورها بقيمتها وتحفيزها ، ماديا ومعنويا كما فعل الجمهور المغربي العظيم الذي صفق للاعباتها في المنتخب الوطني المغربي النسوي لكرة القدم، رغم خسرانه مباراة ثمن نهائي كأس العالم أمام فرنسا ، بملعب هيندمارش في مدينة هيندمارش الأسترالية.
هذا لا يعني أني أطالب الصحافة بالتخلي عن دورها في إظهار الحقائق بشفافية ونقدها نقدا هادفا ، والذي هو أهم أدوارها وصلب واجباتها ، والبعيدة كل البعد عن ما تعرفه بعض منضات الإعلام العربي التي تقتات على مختلف النجاحات المغربية ، التي تنسبها في حالة الفوز والنجاح للهويتها القومية العربية ، وتتبرأ منها عند الإخفاق والهزيمة ، والتي تعلم أن حدوثها أمر وارد وطبيعي في كل الرياضات التنافسية .
وعلى العموم ، وبغض النظر عن نتيجة مواجهة المنتخب المغربي للمنتخب الفرنسي ، فسيظل تاريخ كرة القدم النسوية يحتفظ بما حققته “لبؤات المغرب” من إنجاز تاريخي بتأهلهن إلى دور الستة عشر.