كلنا يعلم أن عواقب الظلم وخيمة ،وأن الإجحاف المقصود والمتعمد يؤثر بشدة على نفسيات الذين ينزل بهم ، في كل المجالات ، حتى في رياضات حيت يؤثر على معنويات ممارسيها ومجريات مبارياتها ، كما هو حال كرة القدم التي لا يمكن أن يمر نقاش في الإعلام أو بين الناس العاديين حول ما كابده المنتخب الوطني المغربي معه في منافسات كأس العالم الحالية ، دون التطرق إلى ما عاناه لاعبوه ومشجعون ، و مسارات ونتائج المباريات التي خاضها خلاله ، الأمر الذي شهد به العديد المهتمين بكرة القدم وخبراء التحكيم والكثير من المشاهدين الذين عاينوا اللقطة التي أسقط بها بوفال داخل منطقة الجزاء الفرنسية ، دون أن يتخد الحكم أي إجراء ضد خصمه الفرنسي ،والحدث الذي يظهر بجلاء التحيز الفاضح للحكم البرازيلي ،الذي قاد مباراة المغرب مع فرنسا، وحكم الفيديو.
ربما يقوا قائل أن أخطاء التحكيم وارد جدا في أي مباراة، وأن الحكم البرازيلي بشر معرض للخطأ كما غيره كثير من الحكام، وأن المسألة لا تعدو سوي مشاعر تضامنية تجاه منتخبك وطنك دون غيره،
الطرح الذي كان يمكن تقبله على مضض ، لو لم يكن ذاك ظلم التحكيمي متعمدا ضد المنتخب الوطني المغربي ، بدليل تكرار نفسه لمرتين في نفس المباراة ، حيث ارتكب الحكم نفس الإجحاف مرة ثانية في حق اللاعب سليم أملاح بعدما تعرض للعرقلة من طرف المدافع رافاييل فاران دون إخضاع المسألة لتدقيق تقنية “الفار” ،ما جعل المسألة أبعد من الدفاع عن فريق ، وأنها ليست مجرد خطأ عفوي -الشيء المألوف في كرة القدم- وحولها لمشاعر مرارة الإساءة لأبطال المنتخب المغربي الذي أثبت أسوده -الذين تربعوا في وسط نادي الكبار- تأهلهم لخوض المباراة النهائية ، لو لا ما تعرضوا له من مؤامرات دنيئة تطرح وبحدة مسألة الضمانات الكفيلة بإبقاء كرة القدم رياضة صافية نقية من التزوير والتآمر وباقي العثرات اللأخلاقية الكثيرة التي يمكن أن تلطخ بالعار سمعتها بين غيرها من الرياضات.
بطبيعة الحال أنا أعرف ، وغيري كثير ، أنه لا شيء سوف يتغير في هذه المسألة ،حتى بعد الاحتجاج الرسمي الذي قدمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ضد الحكم المكسيكي ، والذي لا علاقة له بالعواطف بقدر ما يتعلق بهضم حق المنتخب المغربي في ضربتي جزاء ولمرتين ، وأنه لن يصدر عن الفيفا أي إجراء تأديبي صارمة في حق راموس ومساعديه وحكم “الفار” ، وذلك لأسباب قذرة يعرف العادي والبادي لماذا تعمدت إجهاض ما حققه المنتخب المغربي من إنجازات مذهلة كان يمكن أن تتواصل، فأوقفت ظلما، ومن دون وجه حق ، ما جعل الفرحة تمتزج بمشاعر المرارة .