من المحتمل جدا أن يصبح لجبهة البوليساريو الانفصالية ممثل بالغرفة السفلى للبرلمان الإسباني، في شخص الصحراوية “تش سيدي”، المعروفة بعدائها الشديد للمغرب ودفاعها المستميت عن الطرح الانفصالي بالصحراء المغربية، الذي تمثله جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر.
تش سيدي، مهندسة معلوميات مختصة في البيغ داتا، ويأتي ترشيحها في الرتبة الثالثة في لوائح حزب سومار”Sumar” أو حزب “لنجتمع” اليساري الجديد الذي أسسته مؤخرا نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، يولاندادياث والتي قفزت من سفينة حزب بوديموس.
وتم اقتراح تش سيدي من طرف حزب “ماس مدريد” اليساري الذي دخل في تحالف مع حزب “سومار” لخوض غمار الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، والتي دعا لتنظيمها رئيس الحكومة بعد الهزيمة القاسية التي مني بها حزبه، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، في الانتخابات البلدية والإقليمية التي نظمت يوم 28 ماي الماضي.
حزب “ماس مدريد” تحصل في الانتخابات الجهوية الأخيرة بمنطقة مدريد على 27 نائبا من أصل 135 نائب بالبرلمان المحلي. وإذا استعملنا الحسابات الرياضية ووفق “قانون هوندت” الذي تعتمده إسبانيا لتوزيع مقاعد الكونغرس البالغ عددها 350 مقعدا، فمن المحتمل جدا أن يتحصل تحالف “سومار” الذي انظم إليه حزب “ماس مدريد” على ما بين 4 و8 مقاعد برلمانية.
في هذا الصدد، قال نبيل درويش المتخصص في الشؤون الإسبانية، إن تش سيدي مرشحة في المرتبة الثالثة باللائحة، ومن المتوقع أن يحصل تحالف سومار على ثمانية مقاعد في مدريد حيث هي مرشحة في المرتبة الثالثة.
وأضاف درويش في حديث ل”الأيام24″، أن تش “ستكون صوتا للبوليساريو داخل البرلمان الإسباني، وهذا يحصل لأول مرة، بمعنى انفصالية من أصول صحراوية هي من سيدافع عن هذه الطروحات”.
وأوضح المتحدث، أن طروحاتها عموما في حالة نجاحها، تتماهى مع طروحات بوديموس وسومار، واعتقد أنها رد على موقف الحكومة والدولة الإسبانية الداعم لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
واعتبر درويش أن “هذه الانتخابات شأن داخلي لإسبانيا لا يمكن التدخل فيه بطريقة مباشرة أو رسمية”، مشيرا أن “طروحات الانفصالية ستكون مشابهة لما يطرحه تحالف سومار وبوديموس وأن الاختلاف سيكون في الإسم والأصل و رمزية الاختيار فقط”.