ان المتتبع لشان التدريس لا يستطيع أن ينكر ان هذه المهنة صعبة و شاقة و ذات انعكاسات مباشرة على الصحة النفسية و الجسدية للمدرسين وهو الأمر الذي يمكن ملامسته من خلال مؤشرات تتجسد في اعفاء العديد من رجال و نساء التعليم من مهامهم كل سنة نتيجة تدهور حالتهم النفسية و الصحية ونتيجة ظهور أمراض فيزيولوجية مزمنة كالضغط و السكري وأمراض أخرى مرتبطة باضطرابات نفسية.
والغريب ان معطى الضغوطات النفسية المرتبطة بالمهنة يعتبر موضوعا يوميا لذى المدرسين لكنه لا يحظى بادنى اهتمام من الوزارة الوصية على القطاع او من طرف الفرقاء الاجتماعيين كممثلين لهذه الفئة العريضة
وصحيح ايضا ان الخصائص السكولوجية للمدرس تجعله غير قادر على البوح او التعبير الصريح عن مشاكله النفسية التي يعانيها اعتقاد منه أن هذا الاعتراف هو اعلان عن الفشل في مهمته.
و الحقيقة هي أن مهنة التدريس في ظل تحولات المجتمع و ما أصبحت عليه المدرسة يسبب اجهادا نفسيا و عصبيا هائلا للمدرس.
ان هذا الأخير هو الموظف الوحيد الدي تتعرض حياته لانتهاك واضح من قبل حياته المهنية لما تتطلبه من جهد كبير في مقابل عدد الساعات الفعلية التي يمارس فيها المدرس انشطة مهنته فعمله بمجرد مغادرته الفصل الدراسي بل يبدأ منه الى ضغط الاكتضاض في الفصول وضغط التلاميذ المراهقين الذين يعتبرون الفصل الدراسي فرصة للتعبيرات المختلفة عن مراهقتهم و الآباء الذين يحاسبون على الفاصلة و النقطة إضافة إلى مطالب تحثه على أن يكون منشطا للحياة المدرسية و مؤمنا للزمن المدرسي و كفيلا ومنصتا للتلاميذ ومتواصل مع الآباء فيكفي ان تنضاف إلى هذه الضغوطات ضغوطات اجتماعية و اسرية او اقتصادية لنحصل على مدرس ضحية اضطرابات نفسية لهذا تبقى الحاجة ملحة اليوم إلى أن يوضع معطى الصحة النفسية للمدرس على رأس المطالب ان كنا نراهن على مدرسة الجودة فلنراهن على الصحة النفسية لصانع الجودة