بدر شاشا
تتسم المغرب بتنوع جغرافي فريد يشمل سلسلة جبال الأطلس ومناطق مرتفعة شاسعة، مكنتها من تقديم لوحة طبيعية خلابة وثقافة متنوعة. ومع ذلك، يواجه سكان المناطق المرتفعة تحديات كبيرة نتيجة للفوارق المجالية بين المدن الشمالية والجنوبية، والغرب والشرق، مما يستدعي خلق دينامية مجالية للتغلب على هذه الفوارق وتحقيق التنمية المستدامة.
يعيش سكان المناطق المرتفعة في ظروف جوية وجغرافية تفرض تحديات فريدة. تأثيرات التضاريس الوعرة والمناخ القاسي يمكن أن تؤدي إلى عزل هذه المناطق وتجعل الوصول إلى الخدمات الأساسية أمرًا صعبًا. هذا التحدي يظهر بوضوح في فارق البنية التحتية بين المناطق، مما يؤثر على جودة حياة سكان المناطق المرتفعة.
لتحقيق توازن في التنمية والعدالة المجالية، يجب أن تركز الحكومة على إنشاء دينامية مجالية. يمكن أن تشمل هذه الدينامية تعزيز الاستثمار في البنية التحتية للمناطق المرتفعة، وتحسين الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز فرص العمل المحلية.
من الأمور المهمة أيضًا تعزيز الزراعة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في هذه المناطق، لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل. يمكن أن تلعب التكنولوجيا دورًا كبيرًا في تعزيز التواصل وتوفير الفرص التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت، مما يقلل من الفوارق التعليمية بين المناطق المختلفة.
ومن أجل تعزيز التوازن والعدالة المجالية، يجب أن يكون هناك تفعيل للمشاركة المجتمعية في صنع القرار، حيث يتم دمج آراء السكان المحليين في وضع السياسات وتحديد الأولويات. تحتاج هذه الجهود المشتركة إلى دعم شامل من الحكومة والمؤسسات الدولية لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة في جميع أنحاء المغرب، بما في ذلك المناطق المرتفعة والجبلية التي تشكل جزءًا حيويًا من هذا الوطن الجميل.