الجديد بريس
اعتبرت “مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث”، بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء المظفرة، أن المغرب حقق سلسلة من الانتصارات الميدانية في ملف وحدته الترابية، وهو ما يترجم قوة مواقفه وصلابة إرادته .
وقال عبد الكريم الزرقطوني رئيس المؤسسة، في كلمة بالمناسبة، تلاها عبر صفحة المؤسسة بموقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، إن المملكة حققت سلسلة من الانتصارات الميدانية التي تترجم – في الحقيقة – قوة الموقف المغربي وصلابة الإرادة المغربية، ووضوح الرؤية التي طبعت إجماع المغاربة في استبسالهم للدفاع عن هذه القضية ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وحسب رئيس هذه المؤسسة التي تخلد كل سنة هذه الذكرى الغالية ، فقد أثبت المغاربة للعالم أنهم أصحاب حق، ومصدر المشروعية، ودعامة أي حل عادل لقضية وحدتنا الترابية،” الأمر الذي عبرنا عنه بقوة إرادتنا عبر محطات حاسمة عرفتها السنة الحالية، وعلى رأسها عملية تطهير معبر الكركرات من عبث المليشيات الانفصالية، وهي العملية التي تمت بطرق احترافية بدون إراقة ولو قطرة دم واحدة “.
وأشار إلى أن مكتسبات الملف المغربي توالت بالاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، وبتوجه العديد من الدول نحو فتح قنصلياتها وبعثاتها الدبلوماسية بمدينتي العيون والداخلة، وبتكريس جهد وطني استثنائي لتطوير البنى التحتية والتجهيزات الأساسية وتطوير الخدمات والموارد الاقتصادية والاستثمارات بأقاليمنا الجنوبية، بشكل جعل المنطقة تتحول إلى قاطرة للتنمية ممتدة نحو منطقة غرب إفريقيا وعموم الساحل الإفريقي.
ومن الواضح ، يضيف الزرقطوني، أن هذه المكتسبات كان لها صداها الكبير على المستويين الداخلي والخارجي مما يساهم في تعزيز الموقف المغربي ودعمه في المحافل الدولية .
فعلى المستوى الداخلي، كان انخراط الساكنة باهرا في الاستشارات الأخيرة، وبلغ ذروته بتسجيل أعلى نسب المشاركة في العمليات الانتخابية ليوم 8 شتنبر الماضي مقارنة مع باقي المعدلات المسجلة بباقي جهات البلاد .
كما شكلت هذه المشاركة، كما أشار لذلك، “صرخة ألقاها إخواننا بأقاليمنا الجنوبية في وجه أعداء الوطن، تعبيرا منهم عن قوة ارتباطهم بوطنهم وبمقدساتهم العليا، فلم يكن الأمر مجرد عملية انتخابية لاختيار ممثلي المنطقة في المجالس والهيآت التمثيلية، بقدر ما أنه جسد روح الاستعداد لإثبات التعلق المستمر بقيم الانتماء للوطن وفرز الممثلين الحقيقيين للساكنة والتعبير عن الموقف الواضح والمسؤول والصارم ضد مؤامرات الخصوم ، وضد أساطير الدعاية الانفصالية المتهالكة”.
ولفت رئيس المؤسسة ، إلى إن تخليد ذكرى المسيرة الخضراء لهذه السنة يأتي في ظل تحولات عميقة يعرفها ملف وحدتنا الترابية، على رأسها تزايد الدعم الدولي للمقترح المغربي لحل هذه النزاع المفتعل ، والمتمثل في مقترح الحكم الذاتي الذي رحب به المنتظم الدولي باعتباره الحل الوحيد الواقعي وذي المصداقية .
وفي سياق متصل أكد الزرقطوني أن حدث المسيرة الخضراء ، يعد فرصة لتقوية لحمة الانتماء للوطن، والافتخار بتاريخه العريق وبإنجازاته الخالدة ، ومناسبة قوية بدلالاتها ورمزيتها، تستحضر فيها الأجيال الصاعدة هذا الفعل التاريخي والوطني .
وأضاف أن احتفاء المؤسسة بهذه المناسبة الغالية هو استلهام لمعانيها السامية، وأثرها العميق في تعزيز تلاحم الشعب المغربي بكل مكونات المجتمع، وذلك بربط الماضي بالحاضر استشرافا للمستقبل، وصيانة للذاكرة الوطنية بما تحفظه من لحظات التضحية بالغالي والنفيس من أجل وطن حر وأبي، واعتزازا بالوطنية الحقة ونكرانا للذات في سبيل السيادة المغربية على كافة أقاليمنا الجنوبية.
و أكد أن هذا الحدث لم يكن مجرد قرار آني استلزمته ضرورات تصحيح إرث الاستعمار وتحقيق المصالحة الضرورية مع جرائم اقتطاع أجزاء من التراب الوطني من طرف جهابدة التآمر الاستعماري الفرنسي والإسباني لعقود النصف الأول من القرن الماضي، بل محاولة لرسم سقف التحرك بالنسبة للمغرب المنشود، مغرب الحرية ، والاستقلال الكامل غير المنقوص، والوحدة الترابية الكاملة غير المجتزأة .
واستطرد قائلا .. “هذه هي الروح التي صنعت بطولات معركة الحرية والاستقلال، وهي نفس الروح التي خاض بها المغاربة معركة الجهاد الأكبر لتعزيز مناعة الدولة الحديثة، وهي ” نفس الروح كذلك التي نحملها على أكتافنا في سبيل تحصين البلاد ضد كيد الكائدين وضد دسائس المتآمرين خصوم وحدتنا الترابية “.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة اختارت هذه السنة الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء عبر تكريس نهج ” مسيرة الوفاء ومسيرة الاستمرارية ” ، وذلك من خلال التواصل عبر العالم الرقمي ، بسبب التدابير الاحترازية التي تفرضها الجائحة، وذلك عكس السنوات الفارطة حيث تحرص المؤسسة على تنظيم عدة أنشطة تخليدا لهذه المناسبة الوطنية.
المصدر : وكالة المغرب العربي للانباء