تمهيد :هل الفرق والمنتخبات الرياضية المغربية تعيش أزمة هوية وطن !
جرت العادة في كل المناسبات الرياضية وخاصة منها تظاهرات كرة القدم القارية و العالمية ، أن تنسب فرقها ومنتخباتها لهويات أوطانها الأصلية ، وتلحق بحضارات وثقافات بلدانها التي تعكس شخصيتها و خصوصيتها بكل ما تحمله من دلالات تاريخية وسياسية وأيديولوجية ، إلا الفرق والمنتخبات الرياضية الوطنية المغربية ،التي يُتعمد إلحاقها دون غيرها بانتماءات عرقية وتصورات عقدية ضيقة بعيدة كل البعد عن انتماءاتها الأصلية ، من قبيل “المنتخب العربي أو الإسلامي “وذلك كلما تحقق لها إنجاز خارق كالانتصار العالمي الذي أحرزه أسود المغرب في المونديال بالدوحة ، والذي تم السطو عليه بإلحاقه بالعروبة وإلصاقه برجالاتها، ضدا في الطابع المغربي الذي تحمله وأصحابها “أسود الأطلس” على مستوى البناء والذات والحب الغريزي للوطن والافتخار بالانتماء للهوية -“تمغربيت”- الفريدة بعمقها الأمازيغي الخالص ، الذي لا يلغي سلوك التعايش الغريزي مع المجتمعات العربية والإفريقية وبقية البشر، ويزيدها غنى وتلاقحا إنسانيا، بما تتشع به من قيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء.
صحيح أنه لا ضرر في افتخار الشعوب العربية وغيرها بإنجازات فرقنا ومنتخباتنا الرياضية المحلية والوطنية ، ما دامت تحسسهم بالانعتاق من المركزية الأوروبية واللاتينية المحتكرة للتفوق الرياضي ، خاصة في ميدان كرة القدم ، لكن ذلك لا يبيح لهم التعامل مع هذا الموضوع الحساس بمنطق المقولة الشهيرة :”الفشل يتيم والنجاح له ألف أب “، حيث يتبنى الجميع نجاحك وينسبه إليه ولجنسيته وعقيدته، كما حدث مع المنتخب الوطني النسوي المغربي الذي أُحتفي به بعد تأهله إلى نهائي بطولة قارية ، وضمانه المشاركة في نهائيات كأس العالم ، كأول منتخب نسوي عربي، بينما تبرأ منه عقب فشله في الانتصار على المنتخب الألماني المصنف الثاني عالميا،
السلوك المشين ، الذي تمارس من خلاله بعض الأوساط الرياضية المغاربية والعربية والإفريقية، تصنيفاتها الجغرافي والعرقي والعقائدي ضد كل نجاح اختلاف مغربي وخاصة في مجال كرة القدم ، نابع من مشيئة الله ومن التربية الإنسانية لممارسيها ، ذكورا وإناثا ، والذي لا يسمح لأي كان بأن يتعامل معه بأي نوع من الاستخفاف والتمييز والانتقائية، المسيئة للهوية والخصوصية المغربية/الأمازيغية، المستقلة عن مختلف الهويات والخصوصيات ، وعلى رأسها الهوية والخصوصية العربية.
واختم بدعوة الشامتين من خسارة لبؤات المنتخب الوطني النسوي أمام الألمان ، أن يتقوا الله فيهن ، فقد بذلن كل ما في وسعهن وهن يخضن غمار المشاركة المونديالية لأول مرة، وكونوا معهن بالمزيد من التشجيع والابتعاد عن الانتقادات الفارغة فيكفيهن منها ما يعانينه مع تحريم بعض الفقهاء والدعاة الدينيين لممارستهن كرة القدم والرياضة بشكل عام ، لما فيها من “كشف لعوراتهن” حسب رايهم المتحجر الذي لا صلة له بأي دين .