حميد طولست
لاشك أن التعلم من الأخطاء وتصحيحها ، وتطوير الاستراتيجيات ، انطلاقا من التجارب السابقة ، يمكنها مجتمعة من تعزيز فرص تحسين مستوى الفرق والمنتخبات ، وتدفعها لتحقيق النتائج الإيجابية الكروية على جميع الأصعدة المحلية والوطنية والدولية ، لكن منافسة الفرق ذات المستويات العالمية العالية ، يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً .
صحيح أن المنتخب المغربي قد أثبت للعالم أجمع ، أنه منتخب رائع بما يملكه من بلاعبيه الرائعين وجمهور من أكثر الجماهير حماسة بين كافة مشجعي كرة القدم في العالم ، وأعظمها تأثيرا في مسارات المباريات التي يخوضها فريقهم ، بما يخلق من الأجواء الإيجابية المفعمة بالحيوية والطاقة ، التي تعطي الدعم المتواصل والتحفيز الحماسي والتشجيع الصادق والذكي لفرقه ، ويعزز معنويات لاعبيها، ويساعد في رفع مستويات أدائهم ، حتى حققوا الفوز على نظرائهم الأمريكان ، الإنجاز المميز والمتميز الذي فتح شهيتهم على النجاحات والانتصارات وعلى رأسها الفوز على المنتخب الإسباني ، الذي تأمله الجماهير المغربية .
بالتأكيد، أن مواجهة فرق ذات مستوى عالٍ مثل إسبانيا لا يمكن إلا أن تكون تحدياً كبيراً ، حتى بالنسبة لمن يمتلك سجلات طويلة من الانتصارات ، كالتي حققها المنتخب المغربي في بطولات كأس العالم قطر ، والتي كان من بينها فوزه على المنتخب الإسباني الذي سيواجهه بعد سويعات ، وغيرها كثير من الانتصارات التي عززت ثقته في قدراته ،ورفعت من معنوياته وحمسته ليحقق هذا النتائج الإيجابية ، لكن رغم كل هذا وذلك ، لا يمكن أبدا أن تكون تلك الإنجازات المشرفة عامل فوز على خصومه لوحدها، خاصة حينما يكون الخصم واحدا من أعند وأقوى الفرق في العالم بتاريخه الحافل بالانجازات الكروية ، وذلك لأن من طبيعة كرة القدم أن تكون لكل مباراة فرادة وخصوصية لا تشبه خصوصية غيرها من المباريات الأخرى ، لارتهان كل واحدة منها بالظروف والحيثيات اللحظية المتعلقة بالحالة البدنية والنفسية للاعبيها، وتطور تكتيكاتهم، وغيرها من التفاصيل الصغيرة المحيطة بها والمؤثرة في مساراتها ونتائجها ، مثل الحظ ، والطقس، وحالة أرضية الملعب ، والأخطاء الفردية ، وإصابات اللاعبين، والقرارات التحكيمية ، وباقي العوامل التي تفرض فرادة كل مباراة، كما هو حال مباراة المغرب إسبانيا، التي تتطلع الجماهير المغربية إلى أن يكرر منتخبها الإنجاز التاريخي الذي حققه ضدها في كأس العالم قطر 2022 ، التطلع المشروع والغير المستحيل في عالم كرة القدم، التي لا توجد فيها نتائج مضمونة، والذي ليس أمام المنتخب المغربي لتحقيق الفوز فيها ، إلا التحضير الجيد ، والعمل الفردي والجماعي ، والانسجام الكامل بين أعضائه ، والتوظيف الصحيح للاستراتيجيات المبتكرة ، والاستعداد البدني والتكتيكي ، والتكيف مع أسلوب لعب الفريق الإسباني ، إلى جانب التصميم والعزيمة التي يملك منها المنتخب المغربي الشيء الكثير ،والتي يمكن أن تسهم في تعزيز فرص فوزه على نظيره الإسباني ، الذي سيكون الانتصار عليه بمثابة إنجاز كبير يعزز مكانته في عالم الكرة ، ويجلب له ولجماهيره الفخر والاعتزاز ، وخاصة أن المنتخب المغربي قد قطع شوطاً كبيراً في بطولة الألعاب الأولمبية ،وأثبت بالملموس أنه فريق مميز وقوي ولاعبوه يتمتعون بمهارات رائعة، وجمهوره ذكي وحماسته منقطعة النظير، وما انتصاره الساحق على المنتخب الأمريكي في ربع النهائي ، إلا تعزيزا لإمكانياته الكبيرة ، وإن يوم الاثنين لناظره لقريب…