بدر شاشا
لقد شهد المجتمع المغربي تحولاتٍ عميقة على مدى العقود الأخيرة، حيث باتت القيم الأساسية للتعاون والتضامن تتلاشى تدريجياً أمام سياق اقتصادي واجتماعي جديد يتسم بالمصلحية والانغماس في دوامة الفردية والانفصال عن الواقع الاجتماعي الحقيقي.
فقد أصبح المجتمع المغربي مجتمعاً يسيطر عليه الصراع على المصلحة الشخصية، حيث فقدنا مفاهيم الأخوة والطيبة والتعاون الحقيقي. بدلًا من ذلك، يسود الانانية والانغماس في السباق وراء تحقيق المكاسب الشخصية دون مراعاة للآخرين أو للقيم الأخلاقية.
إن الظاهرة المتفشية للانتقام والحقد والغيرة أصبحت تلوث العلاقات الاجتماعية، حيث يصبح المجتمع مكاناً خصباً للتشهير والانتقام، وذلك على حساب الصداقة والإخلاص والتضامن الذي كان يميزنا في الماضي.
بات المجتمع يعيش في زمن الانفصال والتمييز، حيث يبادل الناس الكلمات الجارحة والانتقادات اللاذعة بدلاً من التعاطف والتفهم. وعلى الرغم من ذلك، يبقى المجتمع المغربي مجتمعاً صابراً، حيث يتحمل أفراده الصعوبات والتحديات بكل صمود وإيمان بأن الأمور ستتحسن.
لقد فقدنا الأخوة والأمومة القديمة، وصارت العلاقات الاجتماعية مجرد مسرح للانتقام والاستغلال. ومع ذلك، فإن هناك مجالاً للتغيير، بدءاً من تعزيز ثقافة الاحترام والتعاون، وصولاً إلى تعزيز قيم الصداقة والإخلاص في العلاقات الإنسانية.
إن تحقيق التغيير يبدأ من كل فرد في المجتمع، من خلال تبني القيم الأخلاقية والاجتماعية والعمل على تعزيزها في الحياة اليومية، فقط حينها يمكننا استعادة الأخوة والأمومة والصداقة الحقيقية التي فقدناها، وإعادة بناء المجتمع على أسس أكثر تسامحاً وتعاوناً وتضامناً