بدر شاشا
تواجه المدارس في المغرب، مثل العديد من البلدان الأخرى، تحديات كبيرة في تربية الأجيال وتشكيل سلوكياتهم. يشكل
السلوك الضار مثل الأكل والشرب في الفصول الدراسية، واستخدام الهواتف المحمولة، واللعب بالكرة في القسم،
والضحك والكلام الفاحش بين التلاميذ، تحديات كبيرة لعملية التعليم والتربية في المدارس.
باعتبار أن المدرسة هي المؤسسة التي يتوقع منها أن تساهم في تشكيل شخصية الطالب وتوجيهه نحو السلوك
الصحيح، فإن عدم قدرتها على التصدي لهذه التحديات يعد مؤشرًا على فشل النظام التربوي.
أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المدارس هي زيادة الانتشار الواسع للاستخدام غير اللائق للهواتف المحمولة.
فالتلاميذ يقضون الكثير من الوقت في الدراسة مشغولين بالهواتف، مما يؤثر سلبًا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي.
كما يسهم البيئة الاجتماعية في انتشار سلوكيات غير ملائمة داخل المدرسة، حيث قد يتأثر التلاميذ بالسلوكيات السلبية
التي يتعرضون لها خارج البيت، مما ينعكس على سلوكياتهم داخل الفصل الدراسي.
ومن المهم أيضًا التأكيد على دور الأسرة في تربية الأبناء، حيث يجب أن تكون التربية في المنزل تكملة للتربية في
المدرسة. يجب على الأسرة تعزيز القيم والأخلاق الصحيحة وتوجيه الأطفال نحو السلوك الصحيح، والعمل بشكل وثيق
مع المدرسة لتعزيز التربية الإيجابية.
في النهاية، يجب على المدرسة والأسرة والمجتمع بأسره العمل بشكل مشترك لمواجهة التحديات السلوكية التي تواجه
الأجيال الجديدة، وتوجيه الشباب نحو السلوكيات الإيجابية والبناءة التي تساعدهم على تحقيق نجاحهم الشخصي
والمهني في المستقبل.