المرأة بين النزعة الذكورية وبلاغة الحرية

                إنجاز: د الغزيوي أبو علي   + دة بن المداني ليلة

 يمثل هذا البحث معبرا جديدا إلى اكتشاف التفاصيل والأسرار التي تكتنزها – المرأة حيث تنطوي فصولها وأصولها وتاريخها، وقد أثارت العديد من النقاشات الأكثر حضورا، ووظيفة، وزمكانا، فهي كيان فردي واجتماعي وسياسي قانوني، ذو سلسلة سيادية معترف بها في رقعة جغرافية محددة على مجموعة بشرية معينة1 ص41، وقد عمل المفكرون بتعامل مع المرأة كمفهوم إجرائي، متزامنا مع الدولة القومية، ودولة المدينة، ودولة الأمة، كشكل قانوني متميز عن الأشكال السابقة، كالقبيلة، والإمبراطورية والمدينة، وهذا الدور جعل من، ميكيافيلي، وماركس، ولينين وماكس فيبر وغيرهم…، معتبرين أن الدولة هي نظام إما قانوني مؤسساتي أو سلطة سياسية، أو طبقة نخبوية حاكمة، لأن الأساس هو تحديد الأفكار إما نخبوية فحولية مهيمنة، أو ديمقراطية، أو بيروقراطية معينة وخاصة معروفة بالنظرية السياسية والفكرية، فميكيافيلي مثلا في كتابه – الأمير – لم يتناول مفهوم الدولة ونشأتها، بل اعتبرها أمرا واقعيا، لأن كل الرؤى متضمنة بالضرورة بعض العناصر الهامة عن الواقع الإيطالي، بينما يتضاءل دور وأهمية التعريف، بل تناول المرأة من خلال القواعد العملية التي تمكننا من الحفاظ على القوة الداخلية والخارجية وكيفية <<اتباع هذا المنهج بصورة دقيقة اعتمادا على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة2>>، لكن المثقف العربي المنشغل بالتفكير غالبا ما يطرح الأسئلة المرتبطة بالسلطة التي تتطلبها المواقف، كما أنه يخشى من التعرض للإقصاء أو التهميش، حيث يؤدي العنوان – المثقف وظائف عديدة كإثارة انتباه، أو الدخول في حوار مع القارئ لما يتضمنه من أسئلة متنوعة ومختلفة، ولهذا تقترح هذه القراءة تقديم جهاز مفاهيمي لتمييز المبدع دون مراعاة متغيراته وفي هذا الصدد يرى هوبز أن الإنسان يكون قادرا على العيش وحده دون التعامل مع باقي أفراد المجتمع، وهذه المرحلة يسميها بمرحلة الطبيعة، يتمتع فيها بالحرية وبممارسة إرادته لتحقيق رغباته، الشيء الذي يجعله في صراع دائم مع الآخر، مما يخلق الصراع، وانعدام الأمن والسلم، وهذا الصراع بين من يملك الفكر، وبين من يملك السلطة، يقربنا إلى البقاء للقوي، لذا فالمثقف يعيش الرهبة، والموت الرمزي دون التفاهم مع الآخرين3 توحي لنا الصورة بمعان متنوعة وغير متناهية، وغالبا ما تكون مرفقة برسالة تنويرية فكرية ومعرفية لغوية تحد من تناسل التأويلات المضادة عليها، وتضطلع هذه الرسالة التبشيرية بوظيفة عناصر صورة المرأة، أي أنها تحيل على السؤال التالي كيف نتعامل مع المرأة؟ وهل المرأة جسد دون روح؟ وهل هي نشوة ولذة ورغبة؟ أم أنها وعي وفكر، وإحساس وشعور، فالأسئلة تتبنى تأويل من التأويلات الممكنة التي تضفي عليها ايحاءات معينة من خلالها تظهر الدولة بأجهزتها الثقافية والرمزية وبعلاقتها الظرفية التاريخية، فالمرأة ليست لعبة في يد الرجل، بل هي قيمة وفكر وتحرر، كونها تمثل نموذجا للإنسانية، حيث تعالج قضية الجسد، والحضارة والجنس، والتدين، والايروس، كلها مواقع وتيمات تطرحها لتتحرر من ايديولوجية الفحولة بمساوئها ونقائصها، لأنها تسكن في دولة القانون، وأن الدولة إنما هي تحقيق العقل، بحيث أصبحت فلسفة المرأة هي بناء تستمد تصوراتها – الحرية – الذات – الذهن – والفكرة – من فكرة العقل4، فالدولة بقوانينها هي التي توحد نشاط الناس ليصبح نشاطا واعيا للحياة، فهي التي تعترف بحرية الذات، وإقامة قدرتها على إدراك التأثيرات المحتومة للتعارض داخل المجتمع الرجولي، إذن استطاعت المرأة المثقفة أن تصارع الرجل في كل المجالات، كما تجاوزت الشكليات الفقهية المتزمتة، وبعض الجماعات الأرتوديكسية التي تنظر إليها كلعبة، وكرغبة جنسية، وكمربية5 وكجسد، لكن هذا التصور الجواني نجده عند أغلب الناس وبعض المثقفين، لأنه تصور يعتمد على حالات نفسية وعلى أوصاف لا عقلانية، إذن السؤال لا جواب له، وسوف يكون مثل السؤال: كيف اجتمعت الحمرة والاستدارة في التفاحة؟ وكيف تكونت الذرة من نواة وإلكترونات، فتصور المرأة على هذا النحو يحل مشكلات عدة، لأنه الإنسان الكائن المادي الفريد، لا تخضع حالاته النفسية ولا العقلية لقوانين الطبيعة ولا للعلوم التجريبية، وإنما بها وعي بذاتها، ولها خصوصية حياتها العاطفية، والفكرية، ولها أيضا القدرة على الاستبطان، قادرة على ابتكار استراتيجية مثلثة فيها الذات – الوعي – الحرية، والذات هي توقف عند منطق الأصل والهوية، والتطابق مع العرق، والزمكان وملكية الحقيقة، والوعي هو وعي بهذه الذات التي هي الأنا المفكرة، إنها خروج بالدلالة الوضعية وانتهاك للفحولة، ولهذا فالوعي يشكل استراتيجية اختلافية ومغايرة لإعادة التأسيس الوجودي لهذا الوعي الأنوثي، لأن الحرية فهي قطيعة مع الماضي الذكوري ومع المعنى المغلق، إنها تهتم بالكشف عن آليات الخطاب في تشكيل الوجود أو إجراءاته في ولادة وإنتاج الحقيقة أمام ألاعيب الفعل في إخفاء سلطته، لهذا فالمرأة تريد التحرر من سلطة النصوص، وامبريالية المعنى وديكتاتورية الحقيقة وذلك من أجل اعتراف بأهمية اللفظ – المرأة – ودورها في إنتاج المعنى6 ص53. لذا أطالب بقراءة هذه الكتب من طرف الفحل العربي الذي يؤذي هذه الذات المخالفة، والمؤلمة، ككتاب ألكريم الأحمر البراق

فهذه الكتب جميعها تحتوي على محافظة على هذه الذات الأنثوية، لأن إيذاءها هو إيذاء المجتمع، لذا يقدم لنا آن سكستون في كتابه معلومات عن عدم إيذاء الذات ومن ضمنها المرأة: السهولة في الكلام واليسر في المعاملة، والقيام بالتسلية إن كان ضروريا، ولا تسأل كثيرا، واعتني بنفسك، ولا تستخدم الإنذارات مطلقا وأقبل ألم الشخص الذي تحب، ولا تجبره على الأشياء، فهذه العلاقة التواصلية بين السلطة والمعرفة هي التي ستؤلف موضوع – الأنثى – فينبغي أن ندرك جيدا المستوى الذي يتجه نحو تحليل الرجل العربي، لأنه لم يفهم لماذا حضور المرأة في حياته، هدفه هو خدمة لذاته، وشهوته النرجسية، وكذا تأسيس ما هو أسري حيواني، دون استشارة الآخر المقصي في متخيله، لذا نطرح هذه المسألة كما طرحتها – سيمون دوبوفوار – وكريستيفا، ونوال السعداوي، وفاطمة المرنيسي، وغيرهم من المثقفات اللواتي وقفن أمام هذه الهمجية الفحولية، لأنها أصبحت المسألة أيسر حلا، لأن الجانبية المعرفية مرتبطة بمجموعة من الأسئلة التي خلقها الواقع المعاصر، وكذا المقتضيات الدستورية والاقتصادية المباشرة، والتنظيمات الاجتماعية، إذن ألا يمكننا أن نفهم المرأة هي أكثر ذكاءا وقدرة وتأكيدا وتشابكا بالمعرفة والسلطة ضد الرجل؟ إذن لا نستبعد وجود علاقة لا ديمقراطية بين الرجل والمرأة، لأن التقاليد والأعراف في الحضارات الغير المعقلنة تعتبر أن الرجل هو السيد وأن المرأة هي العبد، لأنه يحمل في ذاكرته مجموعة من الذكريات المتوحشة لا تتساوق مع شروط الفعل الإنساني، لأن هدفه هو الاختيار، والمشاركة واتخاذ القرار بلغة دون مشاركة المرأة، وهذا ما يقربنا من هذه الشخصية الهولامية، والتي تعيش الاضطرابات والهلوسة، وأحيانا الخوف من الآخر (الجحيم) كما يسميه سارتر، فلا يحتكم إلى العقل، بل يخلف مع ذاته أوهام وخزعبلات جنونية، مصورا نفسه بطل في حلبة الخيال، يصارع الرياح بسيف خشبي، هكذا هو الرجل العربي، أما المرأة فهي مشروع النظرية ومسألة معرفية، تهدف إلى بناء قراءة علمية التي تضفي على جميع المقولات والموضوعات والمفاهيم صيغة موضوعية، لأن هذا العمل لن يأتي إلا في مجال تاريخ العلوم الإنسانية، ولكنه سيكون صعبا علي أن أحيط بكل العلوم الإنسانية، نظرا للانقطاعات وراء الاتصالات لقطع الحدود أمام التراكم اللامحدود للمعارف المعاصرة، وقد عملت مدرسة – فرانكفورت – بالانتقال من الفكر الماركسي إلى أفكار جديدة، حيث اهتمت بالفلسفة أكثر من الاقتصاد والتاريخ، والفكر، لأن هدفها هو إحداث ثورة اجتماعية على جميع الأصعدة لتحرير الإنسان من قبضة البورجوازية الاحتكارية، ومن أفكار اليسارية الفرويدية، لأن الاختيار بين المعرفة والغاية، هو اختيار منهجي ونقدي لأفكار كانط، وهيجل وماركس، وتجاوز أيضا للنظريات الوصفية، حيث جعلت الإنسان الملتزم بالتنوير الذهني والفكري هو سيد نفسه ومجتمعه، دون انعكاس يذكر، إذن فالمهمة الجديدة للفكر والنقد هو اختبار واختيار ومفاهيم تفكر في الانفصال: كالعتبة والفصل والقطيعة والتحول7 فكان من وراء هذا التحول في تاريخ النقد النسائي هو إحداث تصدع في المشروع الاجتماعي والسياسي والفكري، ويرى هوركرايمر أن النظرية النقدية الجديدة هي رفض لطابع الحياد الذي تتسم به الوضعية الكانطية، وتحاول في المقابل أن تطرح أسئلة لا تنفصل عن النظرية والممارسة، فالخطاب النسائي يحمل دلالات دقيقة ليسمح بإنتاج مجموعة من النصوص المعرفة – بالمنهجية وبقيمها المدافعة عنها، والمقارنة بينها وبين باقي التنسيقات المؤدلجة، فالخطاب لا معنى له إلا داخل العالم الأنثوي، حيث يتميز بالحضور المقامي وبالتصور الذي يرقى إلى مفهوم النسقية العضوية، ونتيجة للشرعية والتدبير أصبحنا نرى أن التاريخ التربوي في ثوبه الكلاسيكي يرفض التفكير في الانفصال، فيعتقد أنه يظهر في أشكال مبعثرة، مبادرات فردانية، فلا يتم الإحاطة به من أجل الغاية كي يظهر اتصال الأحداث الأنثوية التربوية بما هو كائن وليس بما سيكون، وهنا نطرح السؤال التالي هل المرأة قادرة على إخراج المنظومة التعليمية من التسابق نحو التدرج والتميز الأحادي؟ سؤال يقربني من تطور ومسار الحركة النسائية، حيث ولدت نتيجة الوضعية الاقتصادية، والاجتماعية، مما أدى إلى ولادة جديدة، وهذا ما يتطلب حضور الشروط الذاتية والموضوعية لدى المرأة المثقفة والمناضلة، لأنها هي أساس وعلاقة بين النظري والتجريبي، حيث تعبر عن صفات مشتركة بين أشياء متباينة، ومنفصلة، لأن السمات المميزة للتاريخ التربوي في رؤيتها الجديدة، هو التحول والتبدل الذي أصاب مفهوم الانفصال بين الأحزاب والنقابات، انفصال يشكل عائقا دون أن يصبح ممارسة ولا اندماج في الخطاب التربوي، حيث أن المرأة بدأت تلعب الدور المخيف الذي ينبغي إلغاؤه من حلبة الحوار، ونعني هنا أن كلمة التربية تاريخ المرأة المربية، والأفكار التي هي من اهتمام التربوي وليس الحزبي ولا النقابي، فصارت إذن تلعب دورا كمفهوم إجرائي وحداثي، وبإدراجنا لهذه القضايا المنهجية التي أصبح يتبناها التاريخ التربوي في عالمنا المعاصر في ثوبه الجديد، لم يعد أمامنا إلا الخوض في عرض الآليات المنهجية التي تستخدم وتوظف في هذا العالم التربوي المعاصر، فالمرأة اليوم تبرز الاختلافات التي تميز منهجها، في الحياة وفي الوجود، فهي الصورة النموذجية للتربية المتجددة، وهي تلك التي تتعلق فيها النظرية بالوقائع دون تدخل الملكات الذهنية الأخرى، وما يتعداها قربا أو بعدا من مثل الملكات المشكوك في ولائها الكامل لكل ما يصطلح عليها – المرأة الوازنة، لأنها الحاضر دائما في عمليات الكشف عن تمركز الذاكرة والوعي والشعور والفكر، والوجود، والمعرفة، حيث لا يغدو فكرها عقدة ضد أوديب لتمفصل بين العالم، والأرض من خلال زحزحة هذا الجسد في زحزحة ما، ستكون من فعالية الذوق الأنثوي يظل يعمل في عش من مفردات الحس، والصورة والإبداع الحسي، لكنه يقدم مساعدته الاستثنائية للمفهوم عندما يصبح هذا على وشك العجز في التمييز بين التحليق والتجربة وبين التمثيل والتجريد8. لذلك يأتي تفعيل المسؤولية الأنثوية ليتلاقى هذا العجز الفعولي وليمنع لمفهوم الأنثى أرضا ولحما وجسدا وروحا وحياة، يسكن إليها عندما يعز السكن الحنيني في برودة الخواء وحده كما يقول مطاع صفدي، إذن فالعلاقة بين المرأة وكيانها الروحي والجسدي ليست علاقة ميكانيكية ولا تفسيرية بسيطة، بل هي كلياني – وهي حقيقة وجودها الإنساني، لأنها تهدف إلى تطوير الكفاءة، والقدرة لكي تصبو إلى التقدم المتواصل مع الكون وليس مع الإنسان الغريزي، فالمرأة اليوم تجاوزت كل القراءات الأنطربولوجية، والسوسيوثقافية، والوصفية والتاريخية، حيث أصبحت مركز الكون، وصانعه، لأنها قادرة على تشييد عوامل ممكنة سواء كانت فردية، أو أسرية، أو مجتمعية، حيث نراها عالما جديدا، ترفض المقايضة، والتراتبية المستوردة، قادرة على اجتياح كل العوائق الماضية أو الماضوية لتواجه هذا الرجل المؤجل في عينها، والممتنع عن الأدلجة، والمنادي على فكر الإقصاء بما يعود إليه وحده الفكر فالسؤال عن شخصية المرأة الآن هو البحث عن شخصية مفهومية في عالمنا المعولم، وهذا لا يعني اصطياد الرجل في قبضة المرأة، بل يعني بناء منظومة علائقية معقلنة يكون فيها كل واحد ند للند، وليس استحضار لغة الاندهاش الذكوري بوجود الرجل على الخريطة ومحو الآخر، إذن لابد من البحث عن مفاهيم مؤصلة وليست عابرة كمفهومية الأناوية، إذن فالفكر الأنثوي اليوم هو الذي ينقلنا من استبدادية ذكورية إلى استراتيجية تنموية، تكون فيها المرأة هي الجوهر، واللب، ولا يكون اسمها عابرا كالسحاب في السماء، إذن فقراءة هذا النوع من العلاقة هي نوع من جنيالوجيا تكوينية تتطلب الكشف عن ما هو ديني، وما هو روحاني، وصوفي وفلسفي ونفسي، فالعبارة في الموقف وليس في الذات، لأنها تتحقق أمام النظر المرتبط بالواقعية وليس بأحكام القيمة، هكذا أصبحت المرأة اليوم هي العمود الفقري للمجتمع، والقارئة من أجل تشكيل الهندسي للمجتمع المتوازن، أما الرجل العربي هدفه هو تحقيق لحظته الذاتية من التاريخ ووعيه الحقي الذي يعكس وعي الحقبة التاريخية، فهو دوما يريد أن يبقى فردا تاريخيا حسب هيجل، يجسد كل نوع من الارتقاء المرحلي، ولا يشاركه في صنع القدم أي أحد، وهذا النموذج الجدلي هو الذي يظهر لنا صهوة الرجل دون التحليل الموضوعي العقلاني، بل كقوة فورية في حد ذاتها، ولكن المرأة مع انتفاضة الحداثة عبر تاريخها، تعترف على أنها فعلت فعلها في خريطة الرجل العربي، طوعته وغيرت إرادته السلطوية ليكون صورة إنسان طيع محترف لحدوده الرجولية، وحولته ليكون معتزلا وخاضعا للمفاهيم السائدة، دون اصطفاء الذات ، بل إقصاء الآخر أو تغييبه9.

وخلاصة القول: إن هذه المقارنة الحقيقية لا تقتصر على لائحة ابتكارات الخاصة بالمرأة، ولكن تبرز لنا الفارق الذي يمكن لكل عضو في ثقافة معينة أن يشعر به وبها، إذن فتحية لكل امرأة التي لا تزال تحتفظ بوظيفتها الإنسانية، وهي إلقاء مزيدا من التجديد للمفهومات الكونية وعلاقة الإنسان بها، ومعظم الأساطير والرموز التي نقرؤها اليوم في الروايات، والقصص والأفلام والأغاني قد صاعتها المرأة، ولحنها المبدع المجهول ليمثل روح الفكر الجمعي في عصرنا، فالمرأة كسرت كل الأصنام القديمة وتمردت على المجتمع البتريركي لتكون لنا مجتمعا أميسيا ديمقراطيا، دون أن تحس بالفشل كما أحس به كلكامش، فالبحث عن أسطورة المرأة عبارة عن إنتاجية ثقافية مؤطرة ومؤلفة من عدة دلالات رمزية، فهي إذن عبارة عن فضاء تشكيلي يربط بين الذات والعالم الخارجي، وبين معنى الوجود والمبني، لذا تعمل المرأة باختيار حياتي، وانتماء أسروي، ووظيفي، لأن العنوان هو عبارة عن كتابة أنطولوجية ذاتوية تاريخية مؤصلة برؤية من الخلف، فالمرأة دوما تحاول أن تكون مع عن طريق الاعتراف بهذا الموجود المهيمن، لأنه يولد عبثا، بل بأجل مسمى، إذن كيف تجعل المرأة ذاتها كتابة لغوية تتمرد على ما هو بيولوجي، وما هو اجتماعي، لتخلق وحدة جدلية بين الضرورة والحتمية وبين الحرية، والوجود، لذا علمت على حفر ذاتها لمحاكمة الذوات الأخرى لتكون هي وليس غيرها.

المراجع المعتمدة: 

1- سعد الدين ابراهيم <<المجتمع والدولة في مركز دراسات الوحدة العربية>> بيروت 1988 – 41.

2- ابراهيم د سوقي أباظة – وعبد العزيز الغنام – تاريخ الفكر السياسي بيروت ص130.

3- المرجع نفسه (تاريخ الفكر السياسي) ص201 – 202.

4- الداسر محمد: تاريخ الفكر السياسي ص59.

5- سعد الدين ابراهيم <<المجتمع والدولة في الوطن العربي>> ص57.

6- علي حرب “الممنوع والممتنع” المركز الثقافي العربي ص53.

7- ميشيل فوكو “حفريات المعرفة” ترسالم ياقوت ط1 1986 ص6 – 7.

8- صفدي مطاع: نقد الشراعظ – مركز الانماء القومي – بيروت باريس ط2001 ص – 200 – 201.

9- مطاع صفدي <<المرجع نفسه>> ص215.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *