بدر شاشا
تُعد ظاهرة الشعوذة والتنبؤ بالمستقبل من الظواهر التي تثير الجدل في المجتمعات، حيث يجذب المشعوذون الكثير من الناس الباحثين عن الأمل والحل لمشاكلهم. لكن إذا كان هؤلاء المشعوذون يمتلكون فعلاً القدرة على معرفة المستقبل، فلماذا لا يستخدمون هذه المهارة لكسب الثروة بدلاً من الاحتيال على الآخرين؟
لماذا يلجأ البعض إلى الشعوذة؟
يبحث الكثير من الأفراد عن إجابات لمستقبلهم الغامض، سواء كان ذلك في الحب، المال، أو الصحة. هنا يأتي دور المشعوذ الذي يقدم وعودًا براقة تساعد الناس على تجاوز مخاوفهم. لكن السؤال المحوري هو: هل فعلاً يمتلك هؤلاء القدرة على التنبؤ، أم أنهم مجرد محتالين طبعا محتالين ونصابة ومن يعرف الله لا يذهب عندهم
المفارقة: لماذا لا يصبحون أغنياء؟
إذا كان لدى المشعوذ القدرة على رؤية المستقبل، فمن المنطقي أن يستخدم هذه المعرفة لتجميع ثروة طائلة، بدلاً من استغلال البسطاء. إذا كانت الأرقام والفوز باليانصيب واضحة أمامهم، لكانوا أغنى الأغنياء. لكن الواقع يكشف أنهم غالبًا ما يستغلون سذاجة الآخرين لكسب المال بطريقة غير شرعية.وخاصة من يبيع للنساء الوهم والمواد السامة لاستخدامها في اغراض
هناك أيضًا جانب آخر مثير للاهتمام، وهو إدعاء المشعوذين بأنهم يستطيعون جذب أجمل النساء أو الرجال. وإذا كانوا قادرين على فعل ذلك، فلماذا لا يسعون لذلك بأنفسهم؟ الأمر هنا يتعلق بالتلاعب بالمشاعر والآمال، وليس بقدرات حقيقية.
المشعوذون غالبًا ما يعتمدون على سذاجة الأفراد ومشاعر الخوف والقلق من المستقبل. من الضروري أن نكون واعين لهذه الظاهرة وأن نتحلى بالعقلانية. بدلاً من البحث عن إجابات في أماكن غير موثوقة، ينبغي علينا الاعتماد على العلم والعقل في مواجهة تحديات الحياة. لا تصدقوا الكاذبين، فالأمل الحقيقي لا يكمن في الشعوذة، بل في العمل الجاد والإيمان بالنفس.