و أوضح سامبي أن عمله يسلط الضوء على خصوصيات المغرب الذي يتميز بـ”إفريقيته المفترضة” وب”ارتباط تاريخي” مع القارة، مبرزا أمثلة ملموسة لهذه العلاقة المتفردة منها التجارة عبر الصحراء، وزيارة أبرز العلماء والفقهاء الأفارقة إلى المملكة.
ومن جهة أخرى، أكد المؤلف أن المغرب يتميز عن باقي البلدان العربية والمغاربية بعلاقاته العميقة مع القارة، تغذيها “قرون من التاريخ المشترك”.
وقال السيد سامبي ،المدير الإقليمي لمركز التفكير (تامبكتو للأبحاث) ومقره دكار، “بالنسبة لي، كان من المهم للغاية رؤية كيف تمكن هذا البلد من الاعتماد على ما يمكن أن نسميه الموارد الثقافية والدينية والروحية الرمزية لبناء دبلوماسية ليست مصلحية، بل دبلوماسية إعادة توحيد الروابط المشتركة”، مؤكدا أن هذه الجوانب تسمح للعلاقات بين المغرب ومجموع بلدان القارة السمراء ، لاسيما تلك الواقعة في غربها ، بمقاومة التغيرات السياسية والسياق الدولي.
وتابع أنه “من المهم للغاية التذكير بالأساس التاريخي الذي بنيت عليه علاقة دائمة بنيت على مدى قرون”، مذكرا بأن الخصوصية الأخرى للمملكة تكمن في قدرتها على بناء دبلوماسية العلاقات انطلاقا من البعد الثقافي.
وبعد أن وصف المغرب بالنموذج الذي يجب أن يحتذى به، سجل السيد سامبي أن المملكة أظهرت لبلدان أخرى في القارة أنه من الممكن أن تكون هناك “إفريقيا طموحة” لها وزنها على الساحة الدولية.
كما أشار المؤلف المهتم في إصداره هذا بالتاريخ ومجريات الأحداث، إلى أن المغرب يدرك “خصائصه الجيوـ سياسية”، وينفذ ما أسماها باستراتيجية “الثنائية الانتقائية”.
وحسب الخبير السنغالي، فإن الثقة المتبادلة التي تربط المغرب بباقي البلدان الإفريقية يجب تقويتها على المستوى الاقتصادي، من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية في مختلف المجالات، معربا عن اليقين من أن إفريقيا “ستكسب كل شيء” مع مغرب قوي يضطلع بدور الجسر.
وذكر بأن المغرب يعد أيضا “أرض المنبع الروحي” بالنسبة للعديد من الأفارقة، ولا سيما بفضل الطريقة التيجانية الذي تشهد على تقاسم واضح للهوية الدينية ،والتي يجب الدفاع عنها في مواجهة التطرف.
وفضلا عن أهمية العناصر الثقافية والدينية في الدينامية الإفريقية للمغرب، اهتم المؤلف سامبي بعهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبخطاب أديس أبابا الذي كان قد ألقاه جلالته بمناسبة عودة المملكة إلى حضن الاتحاد الإفريقي في 2017، واصفا هذا الخطاب الملكي ب”المنعطف” الحقيقي للمغرب وللقارة.
واختتم هذا اللقاء الذي حضره سفير الجمهورية السنغالية بالرباط سينابو ديال، بمح “ميدالية الاعتراف الإفريقي” لباكاري سامبي، من طرف رئيس (مؤسسة الجائزة الإفريقية) نصر الله بلخياط.
وكتاب “المغرب الإفريقي.. مسارات طموح قاري” هو ثاني عمل لباكري سامبي مخصص للمغرب بعد مؤلف “الإسلام والدبلوماسية.. السياسة الإفريقية للمغرب” الصادر سنة 2011 عن دار نشر (بروشي).
ويعد السيد سامبي كذلك أستاذاـباحثا بمركز دراسات الجهات التابع لجامعة غاستون برغر بسانت لويس (السنغال). وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة (لومييرـ ليون) في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
وقد أسس مرصد التطرف والصراعات الدينية في إفريقيا، بينما تركز أبحاثه على الشبكات العابرة للحدود الوطنية، والإسلام في العلاقات العربيةـ الإفريقية، والتطرف والنشاط الإسلامي في منطقة الساحل.
والسيد سامبي خبير لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وشارك في إنشاء الوحدة الإقليمية لمجموعة 5 لمكافحة التطرف في منطقة الساحل.