الدوحة – أحمد محيي الدين
“مشرق أنوار” الكرة العربية في نهائيات كأس العالم مدونة باسم المنتخب المغربي، الذي يقف اليوم على عتبة “المجد المونديالي” عندما يخوض مواجهة حساسة وحاسمة ضد نظيره الاسباني على ملعب المدينة التعليمية، في الدور ثمن النهائي لنهائيات كاس العالم في قطر (الساعة 17:00 بتوقيت بيروت).
المملكة المغربية، من طنجة الى الكويرة، ومع 21 أمة عربية، وكل الأفارقة كلها تقف خلف “أسود الأطلس” بقيادة المدرب وليد الركراكي، بغية إعادة صياغة التاريخ الكروي عربياً وافريقيا.
في العاصمة القطرية الدوحة، كل الجاليات العربية متأهبة لمؤازرة المغاربة، لاعبو المنتخب سيشعرون بدفء المدرجات، فضلاً عن دعم الملايين من المحيط الى الخليج من خلف الشاشات، والهدف واحد إثبات ان “لا كبير وصغير في لعبة الفقراء”.
المنتخب الإسباني “استصغر” جاره المغربي، إذ فضّل مواجهته عبر الحلول وصيفاً في مجموعته الخامسة خلف اليابان وأمام ألمانيا، لتجنب مقارعة العملاقين الأميركيين الجنوبيين البرازيلي والأرجنتيني، لكن يبدو ان حكيم زياش وأشرف حكيمي ونصير مزراوي وغيرهم عازمتن على الرد في أرض الملعب.
نسي الاسبان ان فريقهم مؤلف من 11 لاعباً سيواجهون 11 آخرين لا يقلون شأنا لا في الاحترافية ولا في الموهبة ولا حتى في الوطنية.
انجاز نوعي!
كرَّر “أسود الأطلس” إنجازهم عام 1986 عندما باتوا أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ ثمن نهائي العرس العالمي، قبل أن يخرجوا على يد ألمانيا الغربية 0-1 في الدقيقة 89 بخطأ للجدار البشري اثر ركلة حرة مباشرة للوتار ماتيوس. هذه المرة يطمح المغاربة الى تحقيق ما فشل فيه الجيل الذهبي بقيادة محمد التيمومي وعزيز بودربالة، وكتابة تاريخ جديد ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى وتكرار إنجاز الكاميرون والسنغال وغانا اعوام 1990 و2002 و2010 تواليا.
التقى المنتخبان مرة واحدة في كأس العالم وكانت في النسخة الاخيرة عندما كان المغرب قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز بعدما تقدم 2-1 حتى الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع حيث ادرك الاسبان التعادل عبر ياغو أسباس.
ويعول المغرب في مباراة الغد على خبرة لاعبيه ومعرفتهم الجيدة بالكرة الإسبانية خصوصا حارس مرمى اشبيلية ياسين بونو صاحب جائزة “سامورا” لأفضل حارس مرمى في الليغا الموسم الماضي، وزميله في النادي يوسف النصيري، إلى جانب واعد برشلونة المعار إلى أساسونا عبد الصمد الزلزولي وأشرف حكيمي الذي بدأ مسيرته الكروية مع ريال مدريد، وجواد الياميق (بلد الوليد) وحارس المرمى الثاني منير المحمدي (دافع سابقا عن الوان ملقة وألميريا ونومانسيا سابقا).
لكن ما يزيد حماس “أسود الأطلس” هو ما يروج حول “استصغار” الإسبان لهم بعدما فضلوا إنهاء الدور الاول في المجموعة الخامسة لتفادي مواجهة البرازيل في ربع النهائي والارجنتين في نصف النهائي.
الدولي السابق صلاح الدين بصير حذّر من خطورة منتخب “لا روخا” الذي يمتلك كتيبة من الشبان الناضجين رغم صغر سنّهم “تكمن خصوصية إسبانيا في الاستحواذ، ولاعبوها لا يفقدوا الكرة بسهولة. في الوقت عينه لا يمكن منحهم المساحات في الخلف وهذا سيكون أمراً صعباً على المنتخب المغربي”. وتابع صاحب 27 هدفاً في 59 مباراة دولية بين 1994 و2002 “من الناحية التكتيكية، ينبغي على المدرب الوطني (الركراكي) اللعب بأسلوب الدفاع المتقدّم لغلق المنافذ أمام لاعبي اسبانيا وجعل استحواذهم سلبياً، والاعتماد على المرتدات السريعة التي قد تكون مفتاح الفوز”.
وأشار بصير الى ان ثمة عناصر مهمة في المنتخب المغربي “تتقن الأسلوب الاسباني”، وعنى بذلك الحارس ياسين بونو والمهاجم النصيري لاعبي إشبيلية، وأيضاً جواد الياميق المحترف مع بلد الوليد وعبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة المعار إلى أوساسونا “يمكن ان يسهلوا المهمة ويرفعوا ثقة زملائهم، حتى الظهير أشرف حكيمي اختبر أجواء الليغا مع ريال مدريد.. هذه العناصر ستشكل حافزاً لأصدقاهم في المنتخب”.
وأشار الى أن الجيل الحالي أعاد الاعتبار لهم “رفعوا من قيمة اللاعب المغربي والعربي والافريقي لأنه تأهل على حساب منتخبات قوية مثل كرواتيا وصيفة بطل مونديال روسيا وبلجيكا الثالثة، نثق بهم بأن يكونوا في المستوى ضد اسبانيا”، وختم “أنا متفائل جداً”.
هدفنا الفوز!
نفى قائد “لا روخا” وبرشلونة سيرجيو بوسكيتس، عقب الخسارة المدوية والمفاجئة أمام اليابان 1-2 في الجولة الثالثة الاخيرة، السعي لاختيار خصم معيّن “كنا نهدف إلى الفوز. لم نكن نريد اختيار خصمنا (المقبل)”.
وأوضح بوسكيتس “لن تكون المهمة سهلة أمام المنتخب المغربي. أغلب اللاعبين يلعبون في أندية أوروبا، وطريقة لعبهم تتشابه إلى حد كبير مع المنتخبات الأوروبية، يجب أن نكون بكامل تركيزنا”. وتابع “غالبية الجماهير ستساندهم وكأن المباراة على أرضهم. ستكون مباراة صعبة دون أدنى شك ونحن جاهزون لها”.
البرتغال و”قاتل العمالقة”!
وفي ختام دور الـ16 على ستاد لوسيل “الفاخر”، تبدو البرتغال المرشحة الابرز لبلوغ الدور ربع النهائي عندما تواجه سويسرا (الساعة 21:00) لكنها تدرك أن منتخب “لا ناتي” المنتفض وصاحب المفاجآت أمام عمالقة الكرة في السنوات الاخيرة سيكون ندًا صعب المراس.
تملك “سيليساو” ربما من أفضل العناصر في جميع المراكز، ولكن يُعاب على المدرب فرناندو سانتوش أنه لا يستخرج الافضل من بعض لاعبيه، في تشكيلة قادرة على تحقيق لقب عالمي أول في تاريخها.
صنع النجم كريستيانو رونالدو التاريخ في الدور الاول عندما بات أول لاعب يسجل في خمس نسخ من كأس العالم، بهدفه الوحيد الذي جاء من ركلة جزاء في الفوز 3-2 على غانا في المباراة الاولى.
لكن زميله برونو فرنانديش خطف الاضواء بعد أن ساهم بشكل مباشر بأربعة أهداف من أصل ستة في ثلاث مباريات، مسجلا اثنين بالاضافة الى تمريرتين حاسمتين.
إذا غاب رونالدو، تملك البرتغال خيارات عدة مع رافايل لياو وجواو فيليكس اللذين سجل كل منهما هدفًا في دور المجموعات بالاضافة الى فرنانديش وبرناردو سيلفا.
وأحدثت سويسرا أكبر المفاجآت في كأس أوروبا صيف العام الماضي عندما أطاحت فرنسا بطلة العالم من ثمن النهائي بركلات الترجيح، كان الحارس يان سومر بطل الموقعة بتصديه للركلة الاخيرة لكيليان مبابي.
أكد فريق المدرب مراد ياكين أن ما حققته في كأس أوروبا لم يكن وليدة صدفة، تصدر مجموعته في تصفيات المونديال أمام ايطاليا بطلة أوروبا التي فشلت في التأهل عبر الملحق لاحقًا الى النهائيات العالمية للمرة الثانية تواليًا. ويعول المدرب التركي الأصل على قائد الهجوم بريل إمبولو ولاعبين بارزين أمثال غرانيت تشاكا وجيردان شاكيري.