تستضيف فاس، العاصمة الروحية للمملكة، المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة يومي 22 و23 نونبر الجاري.
وبهذه المناسبة، يسلط الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على ريادة المغرب وصاحب الجلالة الملك محمد السادس في تعزيز السلام والتعايش، مشيرا إلى أن لقاء فاس، هو الأول من نوعه في بلد إفريقي، وسيشكل حدثا غير مسبوق في تاريخ التحالف.
1- ما هي الأهمية التي يكتسيها تنظيم المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة بالمغرب، في سياق يتسم بالتوترات الإقليمية وعدم اليقين العالمي ؟
إن انعقاد المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في فاس لحظة مهمة وعاجلة. فالأمر يتعلق بمبادرة وحدث ومنصة ستقام في توقيت هام للغاية. بعبارة أخرى، سنبعث خلال هذا المنتدى بفاس، رسالة سلام وتفاهم وضرورة العيش المشترك وتعزيز التنوع والثروة وليس “الإقصاء”. سنظهر أن التعددية هي الجواب الوحيد في عالم يريد البعض تقسيمه أو اصطدامه أو العودة إلى الحواجز الحديدية القديمة.
لذلك، سنعاين في فاس التعبير عن هذه الإرادة من أجل السلام والاحترام المتبادل والعمل سويا في إطار تحالف من أجل عالم أفضل.
2- بعد مرور 17 سنة على تأسيسه رسميا، هل ما زال التحالف يسعى لتحقيق نفس الأهداف المتمثلة في تعزيز التسامح والحوار بين الأديان، أم أنه منفتح على تحديات جديدة استجابة لتطور السياق العالمي ؟
منذ سنة 2005، رسم التحالف مساره، مع المضي قدما في تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات والأديان، وترسيخ رسائل القيم والمبادئ التي يجب على المجتمع الدولي بأكمله اعتمادها في سياساته الوطنية والدولية. وشكلت الـ 17 سنة منطقيا نقطة تحول. صحيح أن العالم قد تغير ونحتاج اليوم إلى تحديد أهداف أكثر طموحا للتحالف. وهذا هو أحد أهداف اللقاء الذي تستحتضنه فاس. وفي الواقع، كان الترحيب والاستجابة التي تلقيناها من المجتمع الدولي، على مستوى الدول والمجتمع المدني على حد سواء، ممتازة.
لقد قمنا بالفعل بتسجيل أكثر من 1000 مواطن من جميع أنحاء العالم يعملون كل يوم من أجل التفاهم واحترام الثقافات والحضارات المختلفة، بالإضافة إلى 96 وفدا من جميع البلدان، مع ما يقرب من 50 دولة عضوا ممثلة على المستوى الوزاري. وهو رقم قياسي بالنسبة لجميع المنتديات منذ انطلاق أولها في مدريد سنة 2007.
3- ما هي انتظارات هذا المنتدى ؟
منتدى فاس هو المنتدى الذي يجتذب أكبر عدد من الحضور ويحظي باهتمام أكبر ليس على مستوى الدول الأعضاء والبلدان والحكومات فحسب، ولكن أيضا على مستوى المجتمع المدني.
سيكون لدينا حضور قوي للغاية للشباب من جميع أنحاء العالم، خاصة من إفريقيا، حيث يعد هذا المنتدى الأول لتحالف الحضارات الذي يتم تنظيمه في القارة الإفريقية.
وبالتالي، نعتقد أن صدى وحضور هذا العدد الكبير من الشخصيات يدل على الاهتمام والحكمة من اختيار فاس والمغرب لعقد هذا المنتدى التاسع.
4- لماذا تم اختيار المغرب لاستضافة هذا الحدث ؟
لقد أبان المغرب وصاحب الجلالة الملك محمد السادس عن سياسة نموذجية تقوم على الاحترام المتبادل. وقد أكدت زيارة البابا فرانسيس ولقائه بجلالة الملك، هذا التفاهم وهذه الرغبة في الحوار بشكل أكبر. إن الأمر لا يتعلق فقط بتعزيز التسامح من أجل قبول الاحترام المتبادل، ولكن لفهم بعضنا البعض والتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، والعمل معا من أجل عالم أفضل.
وقد قام المغرب بتكريس هذه القيم من حيث الاحترام الديني، حيث تحظى الطائفة اليهودية باعتراف لا مثيل له في أي دولة عربية أخرى. فالمغرب هو ملاذ السلام والتعايش وبلد يوجد على مفترق الطرق حيث تعايشت، على مر تاريخه، ثقافات وتأثيرات مختلفة.
كما تضطلع المملكة بدور أساسي في النهوض بالسلام والاعتدال والتفاهم والمصالحة بين مختلف البلدان. وقد لعب المغرب وجلالة الملك دورا رائدا في هذا الصدد. علاوة على ذلك، تفضل جلالة الملك بالموافقة على عقد هذا المنتدى في مدينة فاس، المدينة ذات التقاليد العريقة في احترام والتعايش بين الأديان. فاس، المدينة الدينامية، التي تغيرت بشكل هائل، وتحتفظ بكل هذا التراث وهذا الموروث التاريخي الذي يجعل منها رمزا للسلام والتسامح، بما يضمن نجاح هذا الملتقى.