احتضنت جنبات المكتبة الوطنية بالرباط، مساء اليوم الجمعة 15 دجنبر 2023، فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر النقابة الوطنية للصحافة المغربية في نسخته التاسعة “الصرح الاعلامي المدافع عن استقلال الصحافة والداعم لاستمرارية دورها الحيوي في المجتمع”، ويصادف المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار “تحصين المهنة وحماية المهنيين” احتفال النقابة بالذكرى الستين لتأسيسها.
وقد افتتح اللقاء بكلمة لعبد الكبير خشيشن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، تلتها مداخلة لوزير الشباب والثقافة والتواصل مهدي بنسعيد الذي ثمن الرسائل النبيلة للصحافة المتمثلة في نشر الوعي بين مكونات المجتمع داخليا والدفاع عن المصالح العليا للمملكة المغربية الشريفة خارجيا، مما يحتم الارتقاء بها من خلال دعم وتحديث مؤسساتها وتحسين الوضعية المهنية والاجتماعية لممتهنيها، مشددا على التعاون والتنسيق المستمر للنقابة الوطنية للصحافة المغربية والوزارة الوصية.
كما استحضر بالمناسبة أهم الرموز التي قدمت الغالي والنفيس للنهوض بميدان الصحافة على امتداد ستة عقود وفي مقدمتهم عبد الرحمان اليوسفي، عبد الكريم غلاب، والمخضرم محمد اليازغي الذي أبى إلا أن يحضر رغم حالته الصحية ليصطف إلى جانب زملائه في هذا اليوم الاستثنائي.
كما تم عرض شريط خاص يؤرخ لأبرز محطات العمل النقابي الذي قضى ما يناهز ستين سنة من النضال للحفاظ على المكتسبات وتوسيع هامش الحرية، وكذا تعزيز التحديات المستقبلية بروح تجديدية وعزيمة قوية.
ويذكر أن الجلسة الافتتاحية شهدت كلمات من الوفود الدولية والمؤسسات الوطنية، وكذا تكريما للأستاذ محمد اليازغي، أحد رواد ومؤسسي النقابة، فالمناسبة شكلت فرصة لتسليط الضوء على إرثها وتكريم الشخصيات التي ساهمت في بناء هذا الصرح الإعلامي.
وقد عبر محمد اليازغي عن امتنانه وسعادته بهذه الالتفاتة ذات الدلالات الرمزية المهمة، كما أكد في معرض كلمته على موقع الصحافة المغربية في الخريطة الإعلامية كونها تحظى بمصداقية على مستوى العالم العربي كما تتميز بالتفرد على المستوى الدولي. ثم انتقل للحديث عن الثورة الإعلامية التي يشهدها العالم وتفرض على كل صحفي مغربي أن يساير الركب من خلال التطور المستمر والاستلهام من النماذج العالمية الناجحة، ليسهم من مكانه في تطور الجسم الصحفي من جهة وتقدم بلاده المغرب من جهة ثانية.
كما تمحورت مداخلة نقيب الصحفيين عبد الله البقالي حول أهمية التركيز على تعزيز قدرات الصحفيين ودعم المؤسسات الإعلامية، بما يضمن تقوية الأدوار المنوطة بالسلطة الرابعة وطنيا ودوليا، للوقوف في وجه التحيزات وتمرير المغالطات من طرف بعض المنابر الإعلامية لعل آخرها منظمة صحفيين بلا حدود خلال الأوضاع الحالية في غزة، حيث أعلنت عن وفاة 13 صحفيا في حين أن الرقم الحقيقي هو 70 صحفيا لقو حتفهم خلال أدائهم لمهامهم بالقطاع.