أحدثت دعوة الجامعة الحرة للتعليم، إلى رفع كل “الأشكال النضالية والعودة لاستئناف العمل”، شرخا تنظيميا داخلها، بعد تمرد فروع تابعة لها على القرار ووقوع انسحابات جماعية من ذات النقابة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال.
في هذا السياق، أعلن المكتب المحلي لفرع الجامعة الحرة للتعليم المكتب المحلي بمريرت، أمس الخميس 9 نونبر 2023، عن “انسحاب جماعي” من النقابة، بسبب ما يصفونه بـ”البيان التراجعي الصادر عن الجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بتاريخ 08/11/2023″.
وشدد المنسحبون، في بيان، على أن موقف نقابتهم “خلف استياء كبيرا في أوساط المناضلات والمناضلين من داخل التنظيم وخارجه، وهو ما تعتبره قرارا أحاديا متسرعا بدون مشاورة للقواعد والمكاتب الجهوية ولا الإقليمية ولا المحلية، والذي يؤكد صحته النعم ميارة في خرجته الإعلامية في برنامج تلفزيوني”، موردين أن “الأخير معروف يخرجاته التي لا تعبر عن موقف التنظيم”.
وأعربوا عن “رفضهم لهذا البلاغ ورفض كافة الخرجات الإعلامية والبلاغات التي لا تعبر عن هموم الشغيلة ولا تستجيب لتطلعاتهم، خاصة في هذه المرحلة الحرجة”، مؤكدين أنهم “كأعضاء المكتب المحلي للجامعة الحرة بمدينة مريرت يعلنون “انسحابهم الجماعي من جميع المكاتب بالجامعة الحرة للتعليم”.
ويبدو أن الاستقالات قد بدأت أطوارها حتى قبل الإضرابات، إذ أعلن أعضاء المكتب الإقليمي للجامعة الحرة للتعليم وجدة أنجاد، عن استقالة جماعية بعد المصادقة على النظام الأساسي الجديد بتوافق من النقابات.
وأوضح المكتب المذكور، بأن استقالته بسبب ما وصفوه بـ”خروج الجامعة الحرة للتعليم عن المسار الذي حدد لها من طرف قانونها الأساسي ومؤتمراتها الوطنية باعتبارها تنظيما ديمقراطيا يستمد شرعيته من القواعد”.
وأكدوا على أن خطوتهم جاءت بسبب ما اعتبروه “طغيانا لثقافة الربع، وسياسة الإقصاء والارتجال على عمل النقابة بتعطيل أجهزتها التنظيمية، وسيادة مقاربة التحكم والتوجيهات الشفوية”.
يأتي هذا بعدما دعت الجامعة الحرة للتعليم، التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، إلى رفع كل “الأشكال النضالية والعودة لاستئناف العمل، وذلك في خضم الاحتجاجات التي يشهدها قطاع التعليم، والإجماع شبه التام على رفض النظام الأساسي الجديد من خلال تجسيد إضرابات وطنية لنساء ورجال التعليم،
وأكدت نقابة الاستقلال، في تعميم لـ”مناضلات ومناضلي الجامعة الحرة للتعليم”، أن دعوتها تأتي كـ”بادرة حسن نية وإتاحة الفرصة لمباشرة التفاوض الجاد بإشراف رئيس الحكومة”.