إشفاقاً من الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية على واقع مستوى التعليم عندنا في علاقته الجدلية مع تدني ترتيب بلادنا على سلم التنمية، ومواكبة للتفاعلات المقلقة بين مشاريع قوانين مؤطرة، وهيآت تعليم ممارسة، مما ينعكس سلبا على عطاءات المدرسة العمومية، وانتظام العمل بها في السنة الدراسية.
واستعراضا للتجارب المتكررة الملتمسة للتدارك والاستعجال والإصلاح، والمتأرجحة بين تعريب وتغريب، والمبادرة إلى تعاقد عند الإلحاق بأسلاك التعليم.
واستلهاما لحال دول حسمت اختيارها، وراهنت على التعليم أساسا لنهضتها، والمعلمين منارات لطريقها، والمدرسة العمومية فضاء لتكافؤ الفرص بين ناشئتها، واللغة الوطنية أداة أولى في مختلف أسلاك التعليم بها، فحققت بذلك اكتشاف الكفاءات، وتأهيل الأجيال، وتسريع وتيرة النماء.
نعلن تضامننا مع أسرة التعليم باعتبارها طليعة المجتمع، والساهرة على استكمال التربية، وغرس القيم، واكتشاف القابليات، وتأهيل الكفاءات في جميع المجالات.
وندعو إلى تجاوز مرحلة الترضيات والبحث عن توافقات، إلى البت في الاختيارات بإضفاء الاعتبار على ممتهني التعليم، ورفع قدرهم ماديا ومعنويا، وبعث الطمأنينة في نفوسهم، وحسن اصطفائهم وتكوينهم، وتعهد المدرسة العمومية باستكمال التجهيز، واستدامة الصيانة، وتخفيف الفصول من الكثافة، وتمكينها من أسباب التطلع نحو الريادة.
ونأبى إلا أن نجدد الأمل في مدرسة عمومية تذكي جذوة الروح الوطنية، ومعلمين مكرمين متحمسين يسهرون على حسن إعداد الناشئة، والسير الحثيث ببلادنا نحو ارتقاء مدارج التنمية.
المكتب الوطني
للجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية
طنجة في 20 نونبر 2023