تناهى إلى علم أعضاء ومكتب مؤسسة يوم فاس، عبر وسائط التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، عزم مؤسسات تدبير الشأن المحلي بفاس على هدم باب سيدي العواد بالرصيف بغاية تشييد موقف للسيارات بطاقة استيعابية لا تتجاوز أربعين سيارة، وفي زيارة لأعضاء مكتب المؤسسة فوجئوا بتسييج ساحة سيد العواد بالرصيف (أحد المداخل الحيوية والاقتصادية للمدينة العتيقة) وبداية نزع الفسيفساء التي كانت تغطي الباب المعني، في غياب أي لافتة توضيحية في الموضوع.
إننا في مؤسسة يوم فاس، إذ نعتبر أنفسنا معنيين بالقضايا التي تهم مدينتنا، إلى جانب باقي المؤسسات المدنية والمؤسسات العمومية وكل ساكنة فاس، فإننا نؤكد أن فاس هي ملك مشترك للإنسانية جمعاء باعتبارها تراثا إنسانيا، وبالنظر لوضعها هذا، فإن كل مساس بالمدينة القديمة ومحيطها، يستوجب احترام وضعها هذا، إلى جانب التواصل مع ساكنتها وحرفييها وكل المعنيين بهذا الإرث الحضاري،
ان مؤسسة يوم فاس، وهي تستحضر، العناية الملكية السامية بمدينة فاس العتيقة، والتوجهات الدستورية بخصوص الديمقراطية التشاركية، والحق في المعلومة، والأدوار المنوطة بالمجتمع المدني، فإنها:
• تؤكد ضرورة احترام البعد التراثي والعتيق للنسيج المعماري للمدينة القديمة بفاس، في كل تدخل مادي يهمها سواء داخل أسوارها أو بمحاذاتها،
• تناشد المؤسسات المعنية ضرورة التواصل وإشراك منظمات المجتمع المدني المعنية بالمدينة القديمة ، في كل التدخلات التي تهمها،
• تطالب المؤسسات المعنية بضرورة تفعيل الحق في المعلومة ، من خلال النشر الاستباقي لكل المعلومات والمعطيات التي تهم المدينة القديمة ،
• تطالب بضرورة التشاور مع جمعيات الحرفيين والتجار خصوصا وأن الورش المفتوح يتزامن مع شهر رمضان وما يليه من أعياد، وهي الفترة التي تعرف فيها المدينة القديمة انتعاشا ورواجا اقتصاديا ،
• تؤكد أن المدينة القديمة تحتاج لمواقف سيارات بعيدة عن أسوارها ، مع ضمان حافلات مكوكية صديقة للبيئة ، وولوجية تضمن انسيابية مطلقة للحركة الاقتصادية والبشرية بين مواقف السيارات وأبواب المدينة القديمة ، إسوة بمدن عالمية مماثلة ،
وفي الأخير إذ نذكر بوقائع مشابهة مست التراث الانساني خصوصا بمدينة الرباط واضطررت معها المؤسسات العمومية إلى مراجعة تدخلاتها (محطة الرباط المدينة …)، فإننا نراهن على حكمة ويقظة السيد الوالي والمؤسسات التابعة له و”المديرية العامة لرد الاعتبار وإنقاذ مدينة فاس” من أجل حماية المدينة القديمة، وحماية التاريخ الإنساني المشترك .
عن المكتب التنفيذي للمؤسسة
عبد الحي الرايس