بدر شاشا طالب باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة
يواجه الحمام المغربي تحديات كبيرة في استهلاك المياه، حيث يمكننا أن نتخيل الأثر البيئي الضار عندما نأخذ في اعتبارنا وجود حوالي 500 حمام في البلاد. يُقدر أن يستنزف هذا العدد من الحمامات كميات كبيرة من المياه يوميًا، مما يشكل تحديًا حقيقيًا للموارد المائية في المملكة.
في ظل تزايد الضغوط على الموارد المائية على مستوى العالم، يجب أن نبحث عن حلول مستدامة للتحكم في استهلاك المياه في الحمامات. يمكن تحقيق ذلك من خلال تبني تقنيات فعالة لتحسين كفاءة استهلاك المياه داخل الحمامات، مثل استخدام أنظمة رش المياه ذات الكفاءة العالية وتحديث أنظمة التدفئة بأساليب توفير الطاقة.
علاوة على ذلك، يمكن تشجيع الحمامات على تبني مبادرات توعية للزوار بأهمية ترشيد استهلاك المياه. يُمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق حملات توعية عامة حول الممارسات الصديقة للبيئة وتشجيع الزوار على المشاركة في حماية الموارد المائية.
من الضروري أيضًا أن يلتزم أصحاب الحمامات بتنفيذ ممارسات مستدامة في إدارة المياه، مثل إجراء صيانة دورية للأنظمة المائية واستخدام تقنيات تحلية المياه لتقليل الاعتماد على المياه العذبة. وزيادة على ذلك هناك تحديات أخرى تساهم كذلك تتعرض المغرب إلى تحديات جسيمة في استهلاك المياه، حيث تظهر آثار الضغط المستمر على الموارد المائية. يأتي هذا التحدي بشكل خاص من قطاعات مختلفة، بدءًا من أحواض السباحة وصولاً إلى محطات غسل السيارات والآبار المحفورة، مما يشير إلى وجود مشكلة خطيرة في إدارة وحفظ المياه.
فيما يخص أحواض السباحة، يتطلب الوضع إعادة تقييم لأساليب تداول المياه واستخدام تقنيات فعّالة لترشيد الاستهلاك. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديث أنظمة التصفية واستخدام أساليب تحلية المياه في هذه الأماكن الترفيهية.
أما فيما يتعلق بمحطات غسل السيارات، يجب تعزيز مفهوم المسؤولية البيئية وتشجيع على استخدام تقنيات غسل صديقة للبيئة وذات كفاءة في استهلاك المياه. يمكن أن تلعب الحكومة دورًا هامًا في وضع إطار قانوني يلزم هذه المحطات بتبني ممارسات مستدامة.
فيما يخص الآبار المحفورة، ينبغي فحص وتنظيم استخدام الآبار بشكل دقيق لضمان الحفاظ على هذه الموارد.
يمكن تنظيم إجراءات ترخيص للحفر وتشديد الرقابة لمنع الاستغلال الزائد والسرقة.
يتطلب حل هذه التحديات التعاون الفعّال بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي. من خلال تبني مبادرات مستدامة وتشجيع الوعي بأهمية المحافظة على المياه، يمكن تحقيق تحول إيجابي نحو توفير المياه والحفاظ على هذا الثروة الحيوية في المغرب. يجب أن يكون هناك جهد مشترك من جميع الفاعلين، بدءًا من أصحاب الحمامات وصولاً إلى الحكومة،
للتحرك نحو تحقيق توازن استدامة في استهلاك المياه. إن تطوير وتبني التقنيات البيئية والتشجيع على الوعي بأهمية المحافظة على المياه يمكن أن يسهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الثروة الحيوية في المملكة المغربية.