كم هو مبهج وسار تلقي خبر ميلاد مشعل إعلامي متميز بالرقي المعرفي والثقافي والإنساني والمواطنتي ، في مجتمع يضجّ بالأمية والتخلف والنكوص والخمول والتكاسل العقلي ، ويُسجَّل في أسفل مراتب سلم القراءة وتأليف . إنها والله لشجاعة خارقة أن يُقْدم الإعلامي المقتدر ذو الكاريزما المتميزة بالنبوغ والألمعية والإرادة القوية والإيمان الكبير بقيمة العمل الجمعوي ، الأستاذ المثقف العقل الرفيع الخلق محمد جمال النخيلة ، على المغامرة باصدار جريدة جديدة موسومة بــ”الجديد بريس” لتكون مشعلا إلكترونيا – في انتظار الورقية- ساطعا بكل ألوان الكلمة الحرة ، بمختلف أصنافها التي تعبق بروائح التراث ومعاني الوطنية ورسائل السياسة، الحاملة لاشراقات أمل وأحلام تحريرها من مسخ ما غزا عالمها من موبوء التأليف والإنشاء الملوثة بقضايا السحر والجن والشعوذة وتفسير الأحلام وأهوال القبور”و” المسيح الدجال “و” هاجوج وماجوج “و” كبائر النساء” ، والتمرد على غيرها من خطوط وحدود وقواعد سفيه ثوابته التي لا تتسع الاحاطة بها جميعها في هذا المقلة . فعلا إنها لمغامرة فريدة وجرأة متفردة ، اصدار جريدة جديدة تحمل في اعماق طياتها قلق البحث عن آفاق تزاوج الكلمات ، وتلاقح الأفكار ، وتوالد التجدد والانبعاث ، والانفتاح الانساني على الأمزجة المتباينة والقناعات المختلفة وحتى المتناقضة ، وتعبيد طرق العلم والتعلم في وجه المتعطشين للمعرفة والانفتاح الفكري ، بسرد مرهف سلس ، ومباشرة رقيقة قادرة على تمكين كل همل زائد من أن يكون مثقفًا مستنيرًا مدركا لواقعه وموقعه، في مجالات مجتمعه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وليس مجرد متلقٍ جامدٍ يشاهد ويسمع في سلبية ، دون تأثير أو تأثر بما حوله من المعارف والتثقافات. “الجديد بريس” تجربة فريدة متفردة في مخاطبة الأرواح والمشاعر والعقول ، وتقديس الأرض والوطن والتراث ، بكل الصدق والعفوية الجميلة ، المستمدة من الأسلوب العربي المترقرق نضارة وإشراقا وسلاسة إيقاع ، وإبهار معان، المسترفد جمالها من ينابيع الأسلوب القرآني المبين وأسراره البيانية القادرة على اجتراح المعنى الجديد والصور المتجددة للوعي بضرورة تحرير الكتابة مما علق بها من قديم المعتقدات ومتخلف الأفكار، الي أبعدتها عن رسالتها السامية مهنياً وفنيا ، وحرمتها من دمقرطة الكتابة والمعرفة . وفي الختام ادعو الله أن يوفّق صديقي وزميلي في درب النضال الاستاذ الجليل محمد جمال النخيلة في عمله ، ويجعله سبحانه من المخلصين المُحافظين على الصدق والمصداقية المراعين لحقوق الغير ، وهنيئا لنا وله باصداره الابداعي الواعد “الجديد بريس” المسكون من الفه الى يائه بالوطن وتجسيد هوية الانسان المغربي وقيمه وثقافته ، الذي استطاع أن يحدث به في القلب من مشاعر الفرحة والغبطة والاعتزاز الذي لا يوصف بالكلمات القاصرة عن التعبير عما يخالج الأحاسيس والمشاعر، وانك لموفق ضدا في ضيقي الأفق وقصري النظر ووحوش احتكار الحرف ودكتاتوريو الهيمنة على مجالاته .