بقلم الاستاذ : حميد طولست
كَمَا ورد في مقالتي الآنِفة حول الجمع العام لل الرياضي الفاسي المعنونة بـ”الجمع العام الذي طال انتظاره” والتي جاء فيها :”يبدو أن كل الآمال والطموحات المشروعة المرتبطة بمستقبل “الواف” وخروجه من وضعه المتأزم، الذي تتمنى الجماهير “الوافوية” رؤيته يتحقق على أرض الواقع ، هو أمر لن يكون بتلك السهولة التي يترقبها عشاق “الواف” من هذا الجمع “.
الفكرة التي لم تكن تنبؤا ولا تكهنا ، بقدر ما كان استنتاج مبني على مقارنة هذا الجمع العام بالسائد في غالبية الجموع العامة المفروضة ، والتي تروم إجراء إصلاحات تمس بعض من الأطقم غير الكفأة أو الفاشلة أو الفاسدة ، والتي ترغب في إبقاء الحال على ما هو عليه ، متخذة لذلك سبل الجموع العامة الصورية أو المزورة ، التي يُمتص بها غضب الشارع الرياضي ، وإعادة الثقة المفقدة ، تماما كما حدث مع التشكيلة القديمة المسيرة “للواف” المشتكى من قصورها في إنماء الفريق وتطويره ، وتسيرها المعتمد على التجارب الفاشلة المرتكزة على الهواية والأفكار القديمة البعيدة عما يسمى في عوالم المستديرة ب”الاحتراف” القادرعلى المساهمة في تأهيل الفرق والانتقال بها إلى العالمية ؛الوضع والنتائج الغير مرضية التي لم يُلمس فيها ومنها أي بادرة تغيير من التي تطالب بها جماهير الكرة، الذي دفع إلى طرح العديد من التساؤلات أمثال: وماذا بعد الجمع العام ؟ وهل طبقت الديمقراطية في أطوار هذا الجمع العام ؟ وهل كان القرار فيه بيد المنخرطين وليس بيد المكتب المسير؟ أم أن الواقع كان خلاف ذلك بالمطلق ، حيت كان مجرد حجة ومبرر ليتبجح أصحاب القرار، بأنهم وصلوا للتسيير بانتخاب الجماهير الوافوية ، وكان ابعد ما يكون عن الديموقراطية التي لا يؤمن بها منظمو الجمع ولا يعترفون بجزئياتها خاصة التي لم تكن في صالح المعنيين بالأمر ونظرتهم المختلفة التي يقيسونها وفقاً لمخرجات وأرقام تخصهم ، والتي تدفع بهم إلى الإحلال أو الاستبدال بعد التلكؤ والإفراغ الممنهج للجموع العامة من حمولتها التي لا تزيد المشهد الكروي إلا قتامة تنعكس سلبا على كامل أوضاعها التي لم تعد مقبولة ، في ظل المشهد الكروي المغربي الذي أصبح يتحدث لغة الاحتراف ، والتي يبقى من أغربها والذي أثار الكثير من الاستفهامات والعديد من التساؤلات لدي ولدى غيري ممن تابعوا ذاك الجمع العام/المهزلة، والمتمثل في ما رأيناه ممن كنا نَحسبه في عِدادِ المثقَّفينَ الأكفاء اللامِعِينَ والثقات النزهاء الذين ما كانوا ينكثون الوعود ، وهو مَحْثُوث بذاتِ الحَمَاسة فوقَ الثوريِّة التي عرف بها أيام النضال البريء ، مسْتخْدما لفَيْض من بلاغيَّاتِ لسَانِ مهنته لنصرة من أضاع على “الواف” الآلاف من فرص تحقيق آمال جماهيره في الوصول لمراتب الأفضلية المستدام ، وسحق كل الممكنات المتاحة التي كانت ستمنح الفريق القدرة على جلب الاستقرار ، وأعتقد أن وصف ذاك السلوك واضح جدًا، وليس بحاجة إلى المزيد من التفاصيل ، التي كما يقال :في التفاصيل يسكن الشيطان ..
مع هذا وذاك وما خفي كان أعظم ، فكلنا أمل في أن يضع المكتب الجديد استراتيجيات قريبة المدى وأخرى بعيدة من أجل تحقيق التطلعات الجماهيرية الإدارية والفنية التي فشل فيها كمكتب قديم..