الجديد بريس – مريم المازغي – الدار البيضاء
حكاية من الزمن العابر،متراصة في متحف عبد الرحمان السلاوي .أول خطوة تخطوها في المتحف،لا تشعر بأنك في القرن الحادي و العشرين،لعل من مفارقات هذا المتحف انه لا يمكنك أن تغيرتصميمه،لان شارع الحديقة يدخل في نطاق <l’art deco> و هي موجة تصميم شعبية بزغت في فرنسا على أعتاب الحرب العالمية الأولى، لذلك يجب أن تبقى المنازل بنفس التصميم،و هذا ما فعله عبد الرحمان السلاوي بعد شراء المنزل سنة 1990 و حوله إلى متحف.
عند باب الدخول،يمينا يوجد مكتب الاستقبال و مجموعة من الكتب متنوعة باللغتين العربيةوالانجليزية،تجذبك النظرات أماما إلى حجرة العجائب،سميت بذلك حسب محمد أمين الوسيط الثقافي بالمتحف،أن في القديم عندما كان الناس يسافرون لأي بلد يأتون بأشياء مختلفة و يضعونها في الخزانة الزجاجية الموجودة في كل بيت،لذلك عندما يتم سؤالك عن أصلها فأنت تقدم له معلومات و تحكي له عن قصتها، مع تكاثر هذه الذكريات المادية، ولدت لنا حجرة العجائب من خزانة عادية إلى مضمون المتحف.
عبد الرحمان السلاوي رجل أعمال و جامع الفن، المزداد سنة 1919،قضى قرابة ستين عاما من حياته،
و هو يجول من دولة إلى دولة ، يشتري أشياء ذات قيمة تاريخية ليس لأغراض شخصية بل لإعجابه الشديد لها، و يضعها في خزانته ك (مرشات الزهر،علب من الفضة ، علب السجائر، ديكورات من الكريستال،منمنمات،..) التي تنحدر غالبها من القرن الثامن عشر و التاسع عشر ،و قدمها لنا في متحفه الذي فتح أبوابه سنة 2012.
الزاوية المفضلة لي، هي المساحة التي توجد في الطابق الارضي يمينا ،تختص بالاشياء التي كانت تستعملها النساء قديما في القرون السابقة(مرأة،مجوهرات من الفضة و الذهب الاصيل..)،، و القفطان المغربي المصمم من المدينة التي ينحدر منها عبد الرحمان السلاوي،فاس العريقة، و كذلك ثلاثة من كتاب الله،واحد منهم بورق الذهب هذا بالضبط من تركيا.