أبدأ رسالتي “للوافويين” بالمقولة الشهيرة: “الكلام الصادق ليس جميلا دائما ، والكلام الجميلة ليست صادقا على الدوام”. أيها “الوافويون” هل نسيتم أم تناسيتم ما مر و يمرّ بــ”الواف” من معاناة ومحن مفتعلة لا تُنسى ، فإذا كنتم قد نسيتم ، وكم يلزمكم ذلك يا تُرى ، أو كما قال محمود درويش “ما يكفي من النّسيان “؟ لتنسوا “الواف” الذي تّعجز يّد النسيان أن تطال عَبق روائحه الملتصقة بكل الأشياء، بكل الأماكن، وبكل الأشخاص بمعقلا فاس الجديد، إذ لا نسيان يُجدي معها ولا تناسي ، ويبقى عبق ماضيها عالقُ بالأفئدة والأذهان في انتظار ما أنتم فاعلون؟.. فهل بمقدوركم التحلى بالصبر على خيبات الأمل التي كنتم بها وعليها إلى الإمس تتباكون ؟ وهل بإمكانكم محو وقع اليأس والحزن الذي غمرت به ذكرى زهوها قلوبكم وأذهانكم وأثرها في نفوسكم ؟ إذا كنتم تستطيعون بنسيانك فتح صفحة جديدة خالية تماماً من ذكريات ما صار إليه “وافكم” من افلاس مبين؟ عندها سأغني لكم مع ميّادة الحناوي: “إنت يا بختَك مكتوبلك نعمة النسيان”… أما إذا كنت من المتناسين ، وشتّانَ ما بين النسيان والتناسي ، فالأول فعلٌ لا إرادي تُمحى به الأشياء من الذاكرة وتختفي بلا عودة ، بمعنى أنكم في هذه الحال ، تكونوا قد طلقتم انتماءكم للواف وبالتالي للحي الذي يُنسب إليه. أما إن كنتم ممن إختاروا التناسي ، الفعل الإرادي المحضٌ، وقررتم مواراة “الواف” أدراجَ ذكرياته ذاكرتكم الخلفيّة ، ولا تجعلوه يطفوَ على سطحها ، إلا كلما دغدغت مشاعرك نسمةٌ من نسمات الحنين إليه ، أو أيقظت فيكم بعض من طقوس كرة القدم فيض أمواجَ شهوتها السرية “، فإن “الواف” وجمهورها ومعقلها فاس الجديد يتبرؤون منكم ومن “وافييتكم” وسيحاسبوكم عن إستهتاركم بمستقبل فريق حيكم بالتناسي ويحملوكم مسؤولية تقاعصكم وعجزكم عن مواجهة ما نزل به من نحوس جراء تناسيكم ، الذي ينم عن فساد نواياكم التي لا تؤدي أي خدمة للفريق ، وكما يقال:” اذا فسدت دوافع المرء أيا كان وضعه ومنصبه فلا يمكن لأي شيء في حياته ان يستقيم ” وهنا اسمح لنفسي بإعادة النداء الذي أطلقته قبل أسابيع عله يستنفر بعض “الوافيين الحقيقيين” لرد الجميل للواف وتحمل المسؤولية إسماع صوته المبحوح : أيها “الوافويون” لماذا لا نكتف الجهود من اجل انقاد ما يمكن انقاده من الحال الذي وصله فريق الوداد الرياضي الفاسي ، الذي كان أحد ركائز البطولة الوطنية في قسمها الأول قبل أن تُفقده الصراعات والمؤامرات البريق والتألق الذي انتشى به عشاق الكرة من ساكنة فاس الجديد وفاس المدينة وكل ارجاء المملكة لسنوات ، وهيوا بنا أيها “الوافويون” لأخراج فريق حيينا مما نزل به وعليه من نحوس لم يعرف مثلها مند تأسيسه سنة 1948 على يد فاسجديديين وطنيين شرفاء، وفي انتظار اقتراحاتكم تقبلوا تحية وتقدير فاس جديدي لا يفهم في كرة القدم . أما آن لكم أن تدركوا أنه آن أوان رد الجميل لهذا الفريق وتحمل المسؤولية، وإسماع صوته المبحوح.. نحن ننتظر وسننتظر ما أنتم فاعلون أيها “الوافويون”؟..