شاشا بدر
زواج القاصرات في المغرب يعتبر ظاهرة مؤلمة ومقلقة تتسبب في تحول الفتيات الصغيرات إلى زوجات في سن مبكرة، دون أن تكون لديهن القدرة النفسية أو الجسدية لتحمل مسؤوليات الزواج والأمومة. يرى البعض أن هذا الظاهرة تأتي نتيجة الفقر والتقاليد القديمة التي تفرض على الآباء تزويج بناتهم في سن مبكرة، ولكن الواقع أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفولة وتعزيزاً للظلم الاجتماعي.
تعتبر الطفلة التي يتم اختيارها للزواج عرضة للكثير من المخاطر، حيث يتعرضن لخطر العنف الزوجي والمضايقات الجسدية والنفسية، إضافة إلى إلحاقهن بمسؤوليات لا يمكنهن تحملها بسبب صغر سنهن وعدم نضجهن العاطفي والاجتماعي. بدلاً من أن يكون الأب سعيدًا بتخليصه من نفقة ابنته، يجب عليه أن يكون منفتحًا على التعليم ودعم ابنته لتتمتع بحياة كريمة ومستقبل واعد.
ينبغي على المجتمع والحكومة العمل بجدية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال تشديد القوانين وتوفير الحماية والدعم للفتيات المعرضات لخطر الزواج المبكر، بالإضافة إلى توفير الفرص التعليمية والمهنية لهن لتحقيق طموحاتهن وبناء مستقبل أفضل.
وأما بخصوص فتايات المناطق الجبلية…….
بنات الجبال والمناطق النائية: ضحايا زواج القاصرات
تعيش بنات الجبال والمناطق النائية في المغرب واقعًا صعبًا يجعلهن عرضة لخطر زواج القاصرات بشكل أكبر من الفتيات في المناطق الحضرية. تتعرض هذه الفتيات للعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تجبرهن على الزواج في سن مبكرة، سواء بسبب الفقر المدقع الذي يعانيه أسرهن أو بسبب التقاليد القديمة التي تفرض عليهن هذا القرار.
تعاني بنات الجبال والمناطق النائية من نقص في الوعي بحقوقهن وفقدان الوصول إلى التعليم والمعرفة حول أضرار زواج القاصرات. ينظر الكثيرون إلى الفتاة كأداة لتخفيف أعباء الأسرة وتحمل المسؤوليات المنزلية، مما يجعلها عرضة للزواج المبكر دون مراعاة لحقوقها كطفلة وإنسانة.
من الضروري أن تتخذ الحكومة والمجتمع خطوات فعالة لحماية بنات الجبال والمناطق النائية من زواج القاصرات، من خلال توفير الدعم الاقتصادي والاجتماعي للأسر لتمكينهن من تحمل تكاليف تربية الأطفال دون الحاجة إلى إقامة زواجهن في سن مبكرة.
علاوة على ذلك، يجب توفير فرص التعليم المجاني والإلزامي للفتيات في هذه المناطق، بالإضافة إلى توفير برامج توعية للمجتمع حول أضرار زواج القاصرات وأهمية حماية حقوق الطفولة.
بنات الجبال والمناطق النائية يستحقن العيش في بيئة آمنة وصحية وفرصة لبناء مستقبل أفضل، وعلى المجتمع بأكمله أن يعمل بجدية لتحقيق هذا الهدف وضمان حقوقهن وسلامتهن.
يجب أن نعمل جميعًا كمجتمع للحد من زواج القاصرات في المغرب وحماية حقوق الطفولة، فالأطفال هم أملنا في المستقبل ويجب علينا توفير بيئة آمنة وصحية لتنميتهم وتحقيق إمكانياتهم الكاملة.