في خطوة تعكس الوعي السياسي والحس الوطني، أظهر رئيس مقاطعة المرينيين خالد الحجوبي والنائب الأول لرئيس مجلس عمالة فاس محمد محبوب نموذجاً يُحتذى به في احترام القانون وتطبيقه على الجميع دون استثناء، فعندما شملت حملة تحرير الملك العمومي مقاهيهم الواقعة بشارع يوسف بن تاشفين، لم يترددوا في التفاعل الإيجابي، مقدمين درساً عملياً في الحكمة والقيادة المسؤولة.
اللافت في هذه الحادثة أن المقاهي المعنية تمتلك رخصة قانونية مُسلمة من طرف المجلس الجماعي السابق، الذي كان تحت تدبير حزب العدالة والتنمية. ومع ذلك، أصرّ المسؤولان على احترام قرارات السلطات الحالية، مؤكدين التزامهما بالسير وفق التوجه العام لتحرير الملك العمومي، بغض النظر عن الظروف أو الامتيازات القانونية السابقة.
هذا التفاعل الإيجابي يبرز فهماً عميقاً لدورهما كمسؤولين سياسيين في تعزيز هيبة القانون، ويُظهر التزاماً بمبادئ الحكامة الجيدة التي تستوجب تقديم المصلحة العامة على أي اعتبار آخر. خطوة كهذه تعكس مدى وعي النخب السياسية الحقيقية بأن احترام القانون يتجاوز الانتماءات السياسية أو المصالح الخاصة.
إن تصرف رئيس مقاطعة المرينيين ونائب رئيس مجلس العمالة يبعث برسالة واضحة إلى جميع المواطنين والمسؤولين على حد سواء: أن المسؤولية السياسية ليست امتيازاً بل أمانة، وأن السياسيين الحقيقيين هم الذين يضعون أنفسهم في صف الشعب، ملتزمين بالقوانين التي يخضع لها الجميع.
وتظل هذه الواقعة نموذجاً ملهماً، يُظهر أن الإصلاح يبدأ من التزام المسؤولين أنفسهم بتطبيق القانون دون ازدواجية. عندما تتصرف النخبة السياسية بهذه الحكمة والنزاهة، فإنها تُعزز ثقة المواطنين في المؤسسات وترسخ ثقافة احترام القانون كأساس لبناء مجتمع متوازن ومستقر.