نظم نادي المواطنة وحقوق الانسان ونادي التراث والثقافة الشعبية بثانوية 3 مارس التأهيلية بسيدي رضوان – التابعة للمديرية الإقليمية وزان، بدعم من جمعية آباء و أمهات و أولياء تلميذات وتلاميذ المؤسسة، وذلك احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء والاستقلال ندوة فكرية تربوية في موضوع: المغرب الراهن من الاستقلال الى استكمال الوحدة الترابية.
وقد افتتحت هذه الندوة التي سيرها الأستاذ هشام الكثيري أستاذ مادة التاريخ والجغرافيا الذي عبر عن سعادته بتنسيق هذا النشاط الثقافي داعيا المؤسسات التعليمية الى مزيد من الاهتمام بالأنشطة الثقافية لما لها من دور في صقل موهبة المتعلمين وتحفيزهم لإبراز مواهبهم وقدراتهم لما له من انعكاس ايجابي واضح على القيم التي تعتبرها المدرسة من أسمى ما تطمح اليه ليفسح المجال ، بعد ذلك القى السيد رئيس المؤسسة السيد عبد السلام مغراوي كلمة ترحيبية ، رحب فيها بالحضور ونوه بمثل هذه المبادرات التي من شأنها الرفع من المردودية ونشر قيم الحوار والاختلاف والتسامح. مشيرا إلى أهمية مثل هذه المواضيع ودورها في الرقي بالمستوى الثقافي للمتعلمين وتحفيزهم على الانخراط في نقاش أفقي مع زملائهم ومع أساتذتهم لتفاعل اكثر مع القضايا الراهنة
من جانبه تقدم السيد قاسم اشريقي الحارس رئيس جمعية الاباء بالمؤسسة بكلمة عبر من خلالها عن سعادته الغامرة بتنظيم مثل هذه الأنشطة بفضاء المؤسسة والتي تأتي في إطار تفعيل الحياة المدرسية، للخروج من الإنغلاق داخل الفصول الدراسية مؤكدا على الدور الفعال لمثل هذه الأنشطة، معتبرا أن المدرسة هي المكان الأمثل للتعرف على تاريخ البلاد والتشبع بقيم المواطنة.
وقد شارك في هذه الندوة العلمية ثلة من الأساتذة الباحثين، استهلها الأستاذ بدر الدين القاسمي أستاذ اللغة الفرنسية بالمؤسسة بمداخلة موسومة بعنوان الاداب السياسي وبناء الحدث التاريخي: المشترك الابستيمولوجي. وقد حاول المتدخل الانصباب على التنقيب الاركيولوجي في المفاهيم المشكلة للموضوع وتحديد طبيعة العلاقات القائمة بينهما. وبعد تقديم قراءة في مجموعة من الأعمال الأدبية العالمية الخالدة المنضوية ضمن الآداب المناهض للحركة الإمبريالية والاستبداد السياسي، سلط الضوء على كرونولوجيا وانطلوجيا الآداب المغربي وتطوره خلال الفترة الممتدة من 1930/1991. أما المداخلة الثانية فألقاها الاستاذ سامي أمين إستشاري في التخطيط الاستراتيجي تحت عنوان التنمية في المغرب المستقل عالج من خلالها سؤالا اشكاليا كيف يمكن تحقيق التنميةمن خلال التعليم وقد عرج بالتحليل والمناقشة على مفهوم التنمية باعتباره مفهوم ملتصق اشد الالتصاق بخلق الثروة وبالتالي المرور الى سؤال اشكالي فرعي كيف يمكن خلق هذه الثروة؟ وبعد عرضه لمختلف النماذج التنموية التي عرفها المغرب بدءا بالنموذج الفلاحي وصولا الى النموذج التنموي الجديد مشيرا الى اهمية تثمين الرأسمال البشري من خلال التعليم اما المداخلة الثالثة فكانت للأستاذ إبراهيم بل العافية، بعنوان”البعد التاريخي لقضية الوحدة الترابية للمغرب من الأدارسة إلى اليوم” فقد تفضل فيها الباحث بشرح الأبعاد التاريخية لوحدتنا الترابية مستشهدا بالأدلة التاريخية على أن أرض الصحراء أرض مغربية توارثتها مختلف الدول التي حكمت المغرب بدءا من الدولة الادريسية وانتهاء بالدولة العلوية إلى أن جاء الاستعمار حيث عملت الدول الإستعمارية الى تجزئة البلاد. لكن المغاربة بفضل نضالهم المستميت استرجعوا استقلالها وحققوا وحدتهم الترابية باسترجاع أقاليم الصحراء بعد تنظيم المسيرة الخضراء 1975 المداخلات بدورها عرفت نقاشا موسعا ومثمرا من طرف الحضور وخاصة تلميذات وتلاميذ المؤسسة الذين تفاعلوا مع مضامينها، لتختتم الندوة بحفل شاي أقيم على شرف الحضور الكريم، مع توزيع شواهد المشاركة على المتدخلين والحاضرين.
وقد حضر هذه الندوة مدراء من مؤسسات تعليمية أخرى وأساتذة وطلبة ومهتمين بالشأن التربوي، إضافة إلى حضور واسع لتلميذات وتلاميذ المؤسسة.