إعتادت وسائل الإعلام أن توديع السنوات المنتهية آمادها بسرد لحصاد أهم أحداثها ، والتركز على الشخصيات الأكثر تأثيرا في مجرياتها ، ويقترح غالبية إعلامييها من يستحق منهم التكريم بتبوء مقام”رجل السنة” ممن استطاع منهم تمثيل بلاده خير تمثيل خلال السنة التي سنودعها بعد أيام ، أو بصموا مساراتها بمواقف مدافعة عن قيمها الإيجابية ، أو بأفعال مجددة لملامحها المتهالكة ، كل في مجال اختصاصه ، سواء في السياسة أو الثقافة أو الاقتصاد أو الدين أو في الرياضة التي ملأت علينا حياتنا طيلة شهر كامل مع مونديال قطر المتميز .
وسيرا على نفس التقليد ، قررت أن أدلي بدلوي في هذا الخضم الصحفي التكريمي ، باقتراح شخصية من بين من أرى أنهم يمتلكون التميز الذي يمكنهم من نيل شرف لقب “شخصية العام ” لهذه السنة الحافلة بالأحداث الكروية التي ساهمت في تحويل الأحلام الكروية المغربية والعربية والإفريقية المتأزمة إلى موقع منافسة عالمية ، رفعت راية المملكة خفاقة في جميع الأرجاء ، وجعلت كل الألسن تتغني بالشعار الوطني “الله الوطن الملك” بجل لغات الدنيا وفي كافة بقاعها العربية والإفريقية وحتى الغربية ، مرددة اللازمة السحرية “سير سير سير” التي باتت شعار التقدم وإحراز الأهداف ، في إطار ما تعكس الرغبة والحاجة الجماعية الملحة إلى نجاحات ترفع الروح المعنوية للشعوب المغاربية والعربية والإفريقية المعانية من الاحباطات والسلبيات المزمنة ، وما تسهم به في تغيير الصورة النمطية التقليدية السائدة عنها، وتدعيم الانطباع الإيجابي الجديد ، الذي خلفته إنجازات المنتخب الوطني المغربي الذي سحر القلوب والعقول بمناطحته الفرق الكروية العتيدة عالمياً ، على مدى أيام العرس الكروي القطري ، وهزم أغلبها بقيادة ناخبه الوطني الاستثنائي ، الذي وعد بتقديم صورة مشرفة عن المغرب في مونديال 2022، والارتقاء بسقف طموحات جيل واعد من اللاعبين -الذين باتت أسماؤهم معروفة ، ليس على مستوى المملكة المغربية فقط، بل في كل ربوع المنطقة والعالم- فأوفى بوعده في صناعة الحدث المتفرد، وأتى فيه بما عجزت عنه الفرق الكبيرة ، بإصراره الذي لا يلين ، ومهاراته التي فاقت الكثير من أعرق وأشهر المدربين العالمين، مثبتا بأن المغرب والدول العربية والإفريقة لديها من القدرات ما تنافس به أكبر الدول في العالم.
لاشك أنك أيها القارئ الكريم قد عرفت من تكون هذه الشخصية المتميزة ، وتشاطرني الرأي بأنها أفضل من يستحق حمل لقب “شخصية العام” .
إنه “وليد الركراكي” أحد المدربين الكبار الذي فرضوا أسماءهم في كأس العالم قطر ، إنه المدرب المغربي الذي شق طريقه بسرعة البرق في الأندية المغربية ، قبل تسلمه قيادة المنتخب الوطني مدعما بالشارع الرياضي المغربي والعربي ، في تجربته الجديدة التي أثبت خلالها نفسه كمدرب كبير، بقدرات متميزة وقادرة على قراءة الخطط الفنية ووضع التكتيكات الإستراتيجية التي تدفع بكل المواهب للتطور الرياضي والتميز الكروي وتطويعه لفرض السيطرة التامة والهيمنة الكاملة على الخصوم بالنية الخالصة لله والوطن المقرونة بالمهارة الكروية الفائقة ،التي ظهرت جدواها في المباريات التي خاضها وكتيبته في البطولة العالمية القطرية المميزة ، التي تردد فيها اسم المغرب مقرونا باسمه وبالشعار “سير سير سير” الذي أرعب المنافسين.