بدر شاشا باحث
يعتبر الاستثمار في البنية التحتية للرياضة من أهم الركائز التي تساهم في تطوير المجتمعات، خاصة في الدول النامية. في المغرب، تحتاج المدن والأحياء الشعبية إلى مشاريع رياضية تتناسب مع احتياجات الشباب، مما يساهم في تعزيز الصحة النفسية والبدنية ويقلل من ظواهر العنف والفراغ. إن الاستثمار في الرياضة لا يقتصر على بناء الملاعب فقط، بل يشمل أيضًا إنشاء برامج تهتم بتطوير مهارات الشباب وتوفير فرص عمل لهم.
يعتبر الشباب المغربي شريحة حيوية من المجتمع، حيث يمثلون طاقة كبيرة يمكن استغلالها بشكل إيجابي. ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة لتوفير وظائف للشباب، تتضمن العمل في مجالات نظافة المدن، الغابات، الطرق، المشاريع العامة، والمدارس العمومية. من خلال إشراك الشباب في هذه الأنشطة، يمكن تحقيق العديد من الأهداف الاجتماعية والبيئية.
يُعَدُّ تشغيل الشباب في مشاريع النظافة وإعادة التأهيل جزءًا من جهود تحسين جودة الحياة في المدن المغربية. من خلال منحهم الفرصة للعمل في مجالات حيوية، يتمكن الشباب من اكتساب الخبرات وتنمية مهاراتهم، مما يفتح أمامهم آفاقاً جديدة في سوق العمل. كما أن هذه المشاريع تساهم في الحفاظ على البيئة وتعزيز الانتماء المجتمعي، حيث يشعر الشباب بأنهم جزء من الحل وأنهم يساهمون في تحسين بيئتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الاستثمار في الرياضة فرصة لخلق وظائف جديدة، سواء من خلال تشغيل المدربين أو الفنيين أو حتى تطوير المنشآت الرياضية. من خلال إنشاء مراكز رياضية في كل مدينة وحي شعبي، يمكن خلق فرص عمل جديدة للشباب وتعزيز ثقافة الرياضة والصحة في المجتمع. كما يمكن أن تسهم هذه المراكز في تكوين جيل جديد من الرياضيين الذين يمثلون المغرب في المحافل الدولية.
يتطلب تحقيق هذه الأهداف تعاون جميع الجهات المعنية، بدءًا من الحكومة والمستثمرين وصولاً إلى المجتمع المحلي. يجب أن تكون هناك سياسات واضحة تدعم الاستثمار في البنية التحتية الرياضية وتوفير وظائف للشباب. يمكن أن تشمل هذه السياسات تقديم الحوافز للمستثمرين في القطاع الرياضي وتسهيل الإجراءات لإنشاء المنشآت.
على مستوى المجتمع، يجب تشجيع الشباب على الانخراط في الأنشطة الرياضية والعمل التطوعي. من خلال المبادرات المحلية والبرامج التعليمية، يمكن تعزيز الوعي بأهمية الرياضة والعمل المجتمعي. يجب أن نعمل جميعًا من أجل وطننا، حيث إن خدمة الوطن تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لتحقيق الأهداف التنموية. إن الاستثمار في البنية التحتية الرياضية وتشغيل الشباب في مشاريع النظافة والخدمات العامة يُعد ضرورة ملحة. من خلال هذه الجهود، يمكن أن نحقق تحسينًا في جودة الحياة في المدن المغربية ونوفر فرص عمل للشباب، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك وصحي. نحن جميعًا مطالبون بالعمل من أجل وطننا، وعلينا أن نبدأ الآن لنحقق التغيير المنشود.