عار أن تخرجوا من هذه الجرعة المعنوية دون بصمة أو أثر يُذكر.

حميد طولست

انطلاقة مقبولة استهل بها الوداد الرياضي الفاسي الموسم الكروي الجديد بعدما خرج بنتيجة إيجابية عكست شعوراً بالاطمئنان والتفاؤل فتح شهية جماهيره الغفيرة على آمال أن تكون مشاركته في هذا الموسم مغايرة لما عرفه في المواسم الماضية ، وتكون دافعاً قويا لفرض حضوره بين الكبار ، الهدف المنشود ، و الرحلة المأمولة للتحقيق الحلم المنتظر مند عقوداً من الزمن، التي يتطلع إليها الشارع الرياضي الفاسجديدي من منظور الأمل والطموح في طي نحس الماضي ، وإلغاء منطقة الظل والخيبة التي توقفت عندها طموحاته ، والانطلاق نحو فرض الحضور المتميز والظهور المختلف ، وحجز المكانة المرموقة التي غاب عنها طويلاً ؛ المهمة التي ليست بالسهلة ولا بالميسرة ، والتي ليست كذلك بالصعبة والمستحيلة ، في ظل الواقع الحالي والظروف المحيطة بالفريق ، والتي نقت الأجواء وسخرت الأسباب أمام تحسين أداء الفريق ،وإذكاء روحه التنافسية ،وإشعال رغبته في العودة القوية في تغيير الصورة النمطية التي ابتلي بها ، والمضي بعيداً فيها، والذي ستظل الجماهير تطمح وتحلّق عالياً في سماء حلم تحطيم الحواجز التي عاقت وجوده بين الكبار ، وكسر القيود التي حدّت من حضوره الآفت في البطولات المحلية والوطنية.
وقد تتساءل الغالبية هل بإمكان “الواف” تحقيق ذلك ؟ بمعنى هل “الواف” قادرٌ -وفق أدواته وأوراقه الحالية -على الوصول إلى الزعامة في هذ الموسم؟ بكل تأكيد، لأن عالم المستديرة لا يعرف المستحيل ، فكم هي الفرق المحلية والوطنية التي نزلت عن عروش القوة والزعامة، لأسباب منختلفة ، ثم سرعان ما استعادت عافيتها وحسنة من وضعها وأعادت مكانتها بين منتخبات النخبة ، بتشبثها بالعودة لمكانتها، ورغبتها الجادة في النهوض من جديد ـــ نعم ، وبدون أدنى شك، بإمكان “وافنا” أن يغير ،هو الآخر ، صورت النمطية السيئة ، ويُحلق عالياً في سماء النجاح والانتصار، ويُغرد تفوقاً في فلك الأقوياء والكبار ، وذلك ببذل كل قوته وجهوده وقدراته في مرمى مساعي الإصلاح والإعداد والبناء ، وإعادة الثقة وتعزيزها لدى الشارع الرياضي، الذي تشرب ما يكفي من الإحباطات والإخفاقات المتكررة ،التي أخذ موضوعها الشائك حيزاً واسعاً من نقاش المهتمين بكرة القدم وجدالاتهم التي لم يخل من تباين واتفاق الرؤى والأفكار حول جوانب كثيرة من وضعية “الواف”، والتي اجتمعت كافتها على ضرورة النهوض والانطلاق بقوة وعزم لتعويض ما فقده في السنوات الماضية – والذي لم يكن بالشيء الهين ولا اليسير- والذي كان سبب زحزحته من مصاف نخبة الوطن المتفوقين والمتميزين ، ودحرجته إلى أسفل سافلين ، ما جعل الفوز الأخيرة الذي تحقق”للواف” يعطي شيئاً من الانطباع الحسن على الشروع في مرحلة مهمة من البناء والتجديد من أجل طي صفحة الماضي والعودة للواجهة، التي تتطلع إليها بشغف الجماهير” الوافوية “في الفترة المقبلة ، والتي بات فيها الرئيس الجديد والجهاز الفني واللاعبين وحتى الجمهور أمام محك حقيقي ومسؤولية كبيرة في تحقيقها ، والذي لا يبقي لهم عذرا ولا شمّاعة إن هم لم يستثمروا تلك الجرعة المعنوية التي تحصلوا عليها جراء هذا الفوز القيم ، في ما يعيد “الواف” لتبوئ مراكز الصدارة، ولما جعله على رؤوس المنافسين،كما كان في سالف تاريخه ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *