الجديد بريس – حميد طولست
إن ما رأيناه وسمعناه من تصريح الاعلامي العربي السعودي “فهيد الشمري” من خلال الفيديو الذي أديع عبر المواقع الالكترونية على خلفية “كأس العرب” الذي انتصر فيه المنتخب الأمازيغي المغربي على المنتخب العربي السعودي ، من تطاول خطير على العنصر الامازيغي ، المكون الأساسي للوطن المغاربي ، وخروج سافر عن التعقل ، ينم في حقيقته عن سلوك طائش مشبوه ومتهور متسم بالميوعة والنزقية وخفة اللسان ، المتجاوزة لكل حدود اللباقة والتحفظ والحيادية التي أصبحت من مقومات العمل الطائش والمجنون لفئات عريضة من “المتصيحفيين” الذين يكنون الضغائن والأحقاد الإيديولوجية للأمازيغ ، ويسعون ، في مناورة بئيسة ومؤامرة منحطة وغبية ، للإساءة لهويتهم المرتبطة منذ آلاف السنين بأرض تامازغا عرقا وثقافة ولغة وتاريخا وحضارة وتجدرا ، كما اراد الاعلامي العربي السعودي إياه بتصريحه التهريجي الإقصائي الجارح تقزيم هويات وثقافات شعوب أمازيغ الشمال الافريقي باختزالهم في “مجرد ضيوف شرف في كأس العرب على ارض العرب يملؤون المدرجات رافعين العلم الامازيغي بعد تسجيل المروك في مرمى السعودية “، اللإساءة التي قوبلت بإستهجان قوى المجتمع المدني المعتز بهويته الأمازيغية، واستدعت الكثير من ردود فعل كل الغيورين على مصير الأمة الإسلامية عربييها وأمازيغها ، والتي اسوق منها رد فعل الفنان العالمي الكبير “شاب خالد” على ذلك الاعلامي السعودي بقوله: “نحن امازيغ ولسنا عرب ونتمنى فوز فريق عربي بالكاس العربية وفوز العرب بكاسهم وستكون نكسة للعرب لو يفوز بها منتخب امازيغي شمال افريقي ، والواضح وبعد الدور الاول فان مستوى العرب هزيل والكأس ذاهبة لضيوف الشرف البربر لانهم لا ينهزمون حتى في المشاركات الرمزية ” ، واكتفي يردة فعل المفكر الامازيغي احمد عصيد الذي اعتبر أن “كأس العرب” مسابقة عرقية تورطت “لفيفا” في اقامتها رغم إساءتها للعبة كرة القدم ومخالفتها للروح الرياضية التي حسب قوله :”على ما يبدو من خلال المباريات التي تم لعبها حتى الآن، “كأس العرب” المزعومة لن يفوز بها “العرب” في النهاية، بل ستكون من نصيب “عجم” شمال إفريقيا، لأن العرب اهتموا بالألقاب وبثقافة “داحس والغبراء” وتقاليد الفخر والحماسة واستعراض الشجرات والأنساب والواجهات الزجاجية، ولم يهتموا بإتقان فن الكرة.”
هذا الخضم إن دل على شيء فإنما يدل على ما اصاب ايديولوجية القومية العروبية من افلاس ثقافي ورياضي وسياسي ، الحقيقة التاريخية التي يمكن أن يُتَوَقَّع معها ما لا يَخطر على البال، من حُمّى الرغبة في السيطرة وبسط النُّفوذ ومَدّ التوسعات حتى وإن كان على حساب هوية الشعوب المسالمة كالشعوب الأمازيغية الحرة المتحررة التي لا تحتقر ولا تقصي أحدا ، وتتعايش مع الجميع..