بقلم الاستاذ : علاء العرجاني
في أرضٍ مغمورة بعبق التاريخ والثقافة، تشتهر ببساتينها الخصبة وجمال مناظرها الخلابة، تكمن أيضًا لغة مكمنها الفساد.
إنها ليست لغة الكلمات والأفعال الصادقة، بل هي لغة الصفقات الخفية والأموال المفقودة، بمنطق Dracula
في هذه الأرض، يمتلك الفاسدون مخزوناً غنياً من الوعود الزائفة والألوان القزحية
فعندما يأتون بخطبهم الرنانة تتناثر الوعود كالمطر، ولكنها تكون مصحوبة بعواصف من الفساد تجعلها تتبخر في الهواء بنكهة القنب الهندي
الفساد ليس مجرد تجاوزات صغيرة هنا وهناك، بل هو طاقم مبدع في الفساد يشمل السياسيين الجشعين، والمسؤولين لا ضميريين، والتجار المشبوهين، و يبدأ الفساد من سكان الطابق العلوي، حيث يتم تصميم السياسات والقوانين بمصلحة القليلين، مما يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية ،و بالتالي فتح الباب للظلم والاستغلال بينما تزداد ثروة القليلين. بمنطق المليار الدهبي
هذا الفساد يؤثر على جميع جوانب الحياة، من الصحة والتعليم إلى الاقتصاد والأمن.
هنا وهناك ، تشتهر الرشاوى والوساطات بأنها اللغة الرسمية للإجرام البيروقراطي، وتتحول الى سنة مؤكدة، فماعليك إلا أن تُحمل جيبك بأوراق نقدية وتبتسم بملء الفم لتحصل على “الخدمة” التي تستحقها، بمنطق حقوق البشر
ولا ننسى في هذه الارض الرائعة، الصحفيين الشجعان الذين يحاربون الفساد بأقلامهم الساخرة، رغم علمهم بعدم قراءة نصوصهم.
اما في الجهة الاخرى نجد اصحاب الابواق المجنحة، هده الفئة يعتقدون انهم يمتلكون القدرة على تلميع الفساد وتقديمه للعالم في صورة ملاك ،
بمنطق le magicien
بشكل عام، يعد الفساد ظاهرة تعرف بسوء استغلال السلطة أو الموارد العامة للمنفعة الشخصية، وهو ينخر نسيج المجتمع من الأحشاء.
لمكافحة هذا الوباء، يجب على ابناء أدم الوقوف موحدين ضد الفساد والضغط على ابناء العم صام لتعزيز الشفافية وتشديد الرقابة وتفعيل المحاسبة .
رغم انها معركة طويلة وصعبة، ولكنها ضرورية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
إن الكلمات والأقلام يمكن أن تكون أقوى من الفساد، والنقد البناء يمكن أن يفتح الأبواب نحو التغيير المطلوب، بمنطق المواطنة
وفي نهاية المطاف، يبقى الفساد حقيقة مرة، والسخرية من واقعنا بدون تجميل ،قد تكون وسيلة للمقاومة والضغط من أجل غد أفضل بمنطق تستاهل ماحسن
بقلم🖋
علاء العرجاني