بقلم : بدر شاشا طالب باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة
مفهوم الاقتصاد البيئي يتألف من عدة مراحل ويستند إلى أسس محددة. تحليل الأثر البيئي يقوم بتقدير تأثير الأنشطة الاقتصادية على
البيئة. التقييم الاقتصادي للخدمات البيئية يشمل قياس القيمة الاقتصادية للخدمات التي تقدمها البيئة. التكامل بين الأبعاد الاقتصادية
والبيئية يعكس التوازن الذي يمكن تحقيقه بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
يتسارع العالم نحو فهم أهمية الإقتصاد البيئي، وفي هذا السياق، يبرز المغرب كنموذج للالتزام والإبتكار في مجال الاقتصاد البيئي.
تسعى المملكة إلى تحقيق توازن فعّال بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة الطبيعية.
بدأت المغرب رحلته نحو الاقتصاد البيئي من خلال التفاعل مع التحديات البيئية العالمية، حيث اعتمدت استراتيجيات متقدمة تجمع
بين الالتزام والابتكار. تمثل هذه الرحلة نموذجًا يستحق الاستفادة والاقتداء به في سبيل تحقيق تنمية مستدامة.
في مجال الالتزام، اتخذت المملكة إجراءات حازت على إعجاب العديد من المراقبين الدوليين. تخصيص ميزانيات ضخمة لتطوير
وتعزيز الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة يعكس رؤية مستقبلية تلتزم بحماية البيئة. كما تعزز المملكة استخدام وسائل
النقل الصديقة للبيئة، مما يسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
من جهة أخرى، يبرز الابتكار في تطوير حلول جديدة للتحديات البيئية. تشجع المملكة على البحث والتطوير في مجالات مثل تدوير
النفايات واستخدام التكنولوجيا الخضراء. تلعب الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص دورًا حيويًا في دعم المشاريع البيئية
المبتكرة.
ومن أجل تحقيق المحافظة على البيئة، اتخذت المملكة خطوات جادة نحو حماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي. برامج الحفاظ
على الغابات وتحسين جودة المياه تعكس التفاني في المحافظة على الثروة البيئية للأجيال القادمة.
يظهر الاقتصاد البيئي في المغرب كمثال رائع على الالتزام الحقيقي والابتكار الفعّال في مواجهة تحديات البيئة. إنها رحلة مستدامة
تجمع بين الأفكار الريادية والعمل الجاد نحو تحقيق توازن يضمن استدامة التنمية ورعاية كوكبنا الأرض.
مناخ مراكش أو مؤتمر المناخ COP22 كان فرصة للمغرب لتسليط الضوء على جهوده في مجال حماية البيئة. قدّم المغرب تجاربه
واستراتيجياته لتحسين جودة الحياة والمناخ. يمكن أن يسهم النجاح المستمر في هذا المجال في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق
تحسين في جودة الحياة للمواطنين.
المغرب قد شهد تطورًا ملحوظًا في القطاع الفلاحي من خلال تنويع الإنتاج وتعزيز التقنيات الزراعية المستدامة. كما اتخذت المملكة
خطوات جادة في تعزيز قطاع الطاقة المتجددة، مع التركيز على الطاقة الشمسية والرياح. هذه الجهود تسهم في تقليل التأثيرات البيئية
وتحسين استدامة الموارد.
بالإضافة إلى ذلك، اتُّخذت إجراءات للمحافظة على البيئة والطبيعة، بما في ذلك الحفاظ على التنوع البيولوجي وإطلاق مشاريع
للحفاظ على المناطق الطبيعية. يعكس هذا التفاعل الإيجابي مع مسائل البيئة التزام المغرب بالتنمية المستدامة والحفاظ على الثروات
الطبيعية.
تحقيق التوازن البيئي والاقتصادي في المغرب يتطلب استراتيجيات متكاملة. تعزيز الطاقة المتجددة، دعم الزراعة المستدامة،
وتحسين إدارة المياه يشكلون أساساً للتصدي للتحديات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، مع التركيز على تقنيات حديثة لتعزيز
الكفاءة وتقليل الأثر البيئي.