أيها الساهر قل لي أين شهريار وشهرزاد، لوحدك في غرفة النصوص تناجي السكون وقريب من مولاي ادريس تعشق عناوين الدراما لتلهو مع شكسبير ومع محمد الكغاط، وعبد الكريم برشيد، وأرابال، وارطو، لا تبالي بالعمر ولا بالسنين، تأخذ قدرك لتولد كتبنا عند وأنت في الحدائق العمومية، ومع ابن الرومي، تعبر إلى ذاكرة المكان أثناء لحظة الغواية، تعلق الزمن الهارب على أعمدة الديكور تخدش في جذوع التراث لتمسك بنحلة ودودة، تقول لها لا ترحلي قبليني أيتها الغجرية، لا تهربي واسمع من خلف الحائط تاريخ المتفرج أنت أحييت صراخها الذي بدا لي انفجارا وبقيثارة أنا والقائد، وأساطير معاصرة، والناس والحجارة تصغي لأقاصي العروض ولسراديب الأحزان أنت الذي عانقت المدى بغير انتظار .
صنعت ابتسامة لتغسل وجوه المهزومين وستغسل بالمطر الدافئ جنح الركخ من كهوف الغرب والشرق، من مستنقع الاختيار الأولي تهدكهم جسرا طويلا سوف يمضون وتبقى أنت سر الخلود صنما خلفه الكهان والشعراء للصلاة، ولصفحة الأخبار، وتشرب من مرارة الدروب ومن شفتي العبارة، هل نعطيك طرفا من مرقدنا، وموقدنا، أم أنضجت النصوص ذوائبنا يلهبك حتى صرنا أحطابا، وجف الدمع على خذ الورق المصلوب،
يا حسن المراني رغم الحب الضمان، والحلم الذي لا يتمهل لا يسعني إلا أن أكتب عندك فاتحة الصمود وعدم طي الجفن ذكواك قوت القلوب في أيام عزت فيها الأنفس لا ننساك حتى نلقاك.
وأنا لذي سافرت عبر الأثير في ليل القصيد وابتهاج المحو، أدعو المسرح لمجد هاوية تنشأ في المسافات الخبيثة حيث البلاد تجاوبت في فاس حيث دم الذين أتوا تدثر بالنخيلات البعيدة والأناشيد الوضيئة (محمد بنس) ص 23، أنت طود في جفن الردى، لا تهب في الحب، منحوك قمرا وزهرا وقطرات ومرايا، وفاس تتحسس فرح الحب فيك وجدل الشهوة التي لم تصدأ فوق الجدار، فاس تصعد إليك من مغاور النيام لتضاجع الجياع والشاعر والساحر والورود تبوح تحت شفتي الخمائل وأوراق الليمون تعدو حافية تشير إليك اصبر صبر أيوب،
يا رب أيوب أعنه بالصحة والعافية قد أعيى به الداء فاشفيه في غربة ناء الفؤاد فاشفيه يا منجيا فلك نوح هون عليه الجراح.
سيدي عشقك عدم ووجود، وغيابك نار مغدور، ونحن نرقص مع الرياح أهكذا أصبح الفنان والشاعر والمداح والإعلامي والمسرحي معادلا للموت أهكذا تصنع الأفئدة على الحضور والغياب أهكذا صار المسرحي في فضاء اللغة مسكونا بالغياب وعاشقا للغرباء، في هذا الخراب المغربي يكبر المنفى الوجودي لديه، والعصر بأكمله ينهار، يصعد الفنان من مدائن الضياع ومن كهوف الذل، متوجا بقمر الضياع ونار الانهيار يسقط في المداشر تحمله القوافل لتسجله في قصائد الدعم والترويج وتارة تسقط عليه افنتماء ويعود على سريره بلا من القمر المجنون وفي الأخير لا يسعني إلا أن أطلب من الله الشفاء العاجل لأخي حسن العلوي المراني المبدع والمسرحي وأن يرفع هذا الداء وأن يشفيه وأن يبعد عنه السقم والهم والهرم، وأن يعيده للساحة الثقافية سالما.
د: الغزيوي أبو علي.