تمهيد: من لا يحب نفسة لن يحب غيره . تأتي علي لحظات أراني فيها من الطيبين الصالحين الذين أحبهم الله ومنحهم سبحانه وتعالى العديد من الصفات المحمودة التي تحلى بها أنبياؤه وصحابتهم والمؤمنون المتقون ، والتي أجد منها في نفسي ، على سبيل المثال لا الحصر، نقاء السريرة ، وطيبة النفس ، والصدق ; الأمانة وكتمان الأسرار وحسن الظن ، ومحبة الخير للغير و التسامح والصفح والتجاوز عن الإساءة، ونسيان الأخطاء بلا عتاب أو اضمار للشر أو السوء ، وتقديم العون والمساعدة من دون طلب، وإدخال الفرح والسرور إلى القلوب ومواساة أصحابها ومسح دموعهم والحزن لحزنهم ، ، وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة، التي دعا إليها كتاب الله الكريم والسنة نبيه المطهّرة. فإذا كنت أيها المحترم ترى أنني أتحلى ببعض من هذه الصفات ، فذاك من نبل أخلاقك وسمو تصرفاتك وأصالة عرقك ، أما إذا بدا لك غير ذلك ، فلاشك أن بعينيك قدى حجب عنك حقيقة الأمور، وتلزمك قطرات من مركبات “الكورتيزون” لأزالة الغشاوة عنها ، أو قطرات من “الجلوكوما” لتداوي ما تعانيه من غمش البصر الذي يمنع صفاء الرؤيا ، أما إذا كنت ممن يعتقدون أن الذي نسبته لنفسي من الصفات ، هو أنانية مني ، فلتسمح لي أن أؤكد لك أن معلومتك مصاب بضيق الأفق والبصيرة وليس بقصر النظر ، وأني من المفتخرين المسرورين بهذا النوع من الأنانية المستمدة وجودها من أرض الواقع الهاجعة في أعماق المشاعر الإنسانية ، الذي إذا ما عدنا بالذكرة إلى حقيقية أثرها على حياة كل إنسان ، لوجدنا ، وبكل بساطة أن الحياة ليست إلا ممارسة مستمرة لهذا النوع من الأنانية المنبعث من حب الذات ، القيمة الروحية المحرضة على محبة الغير ، والتي يلخصها المثل الشائع القائل: ” من لا يحب نفسه لا يستطيع ان يحب غيره بشكل صادق” المثل الذي يجمع في انسجام مطلق بين الأمر ونقيضه ، “حب النفس وحب الغير” ، ويفنذ الاعتقاد الخاطئ القائل بأن من يحب نفسه هو شخص أناني ، ويبين بما لا يدع مجالا للشك ، بأنه شخص متوازن ، يثق بنفسه ويحبها ويحب من خلالها الحياة ولا يستصغرها ولا يحتقرها ولا يذلها ولا يكرهها ، فينعكس حبه ذاك للحياة على كل الذين من يشاركونه فيها ، الذين سيحبهم كنتيجة حتمية لحبه نفسه النابع من حبه للحياة . وفي الختام أعتذر لمن أستفزته صراحتي ، وآدته قساوة فكرتي عن الآنانية ، والتي أدعوا الله أن يمنحني الشجاعة لأواجه ضعفي والقوة لأقوام نفسي حتى أبقى على نبراس محبي أنفسهم وغيرهم ، إنه مجيب الدعاء.