اعتاد الناس كلما قربت سنة قديمة من نهايتها أو أوشكت ، على أن يحملوا مسؤولية فشل تحقيقها أحلامهم على الأعوام المنقضية ولايتها ، ويعلقوه على بوابة كل عام جديد ، كما فعلوا مع كل السنوات المنصرمة ، وسيواصلون فعل نفس الشيء مع القادمة منها، التي تعودوا على تلبيسها مسؤولية تحقيق كل الأحلام وجميع الآمال ، ومن دون شك أنهم سيعاودون شتيمتها كلما حل أوان عبور سنوتهم من قديمة إلى أخرى جديدة ، ويرهقون أنفسهم في التفتيش في دفاتر ازمانهم عن علة و أسباب تقاعص الأعوام عن تحقيق ما رغبوا فيه ويأملون ، حتى ألفوا ذلك في خضم غمار جلدهم للسنوات ، كفعل إحتفالي بامتياز، يجدون فيه ، المتعة والتسلية ، وهم يتبادلون التهاني والهدايا ، التي تعالت صيحات شيوخ التطرف والكراهية المتعالية بتحريمها وتجريم الاحتفال بكل رؤوس السنوات ، التي أتقدم هنا بمناسبتها ، وضدا في كل ظلامي متخلف ، لكل الأحبة والأصدقاء وجميع الاهل والاقرباء وكافة المعارف وللبشرية جمعاء بأعظم التهاني وأغلى التبريكات وأحتفل معهم بذهاب سنة 2021 بكل ما حملته من خيبات وانكساراتها لا سيما في ما تعلق بجائحة فيروس كورونا ، الذي ألقى بظلاله ومتحوراته على مظاهر الحياة ، وارقص فرحا مع الدميع بحلول عام 2022 الذي أنا جد مُتفائل به ، ليس لتميزه عن غير من الأعوام ، لأنها جميعا كما قال فيها الشريف المرتضى : ومتى تأملت الزمان وجدتــــــــــــه .. أجلاً وأيام الحياة سقــــــــــــــــام نضحي ونمسي ضاحكين وإنما .. لبكائنا الإصباح والإظلــــــــــام ونسرّ بالعام الجديد وإنمـــــــــــــــا .. تسري بنا نحو الردى الأعوام في كلّ يوم زورة من صـــــاحب .. منا إلى بطن الثرّى ومقــــــــام. ولكن لأن العالم قد تعلّم الكثير مما مر به في سابقيه من أعوام ، والذي لن يوكّله على تحقيق آماله في سيادة السلم والسلام في العالم ، ولن ينيبه في الحد ،أو التقليل على الأقل ، من الحروب والمجاعات وإضطهاد الإنسان للإنسان ، وأنه سيغير من تاكتيك تعامله مع السنوات بمنطق التمني السلبي ، كما في قول الشاعر مصطفى قاسم عباس : سنة مضت من عمرنا وكأنها .. سِنَة بطرف ناعس وسنـــــــــــان ومضت لذائذها كبرق خلــــــب .. والذنب يرمي من عصى بسنان يارب فاجعل عامنا الآتي سنا .. هدي يضيء القلب بالإيمـــــــــان ولكن بمنطق بقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11] ويعمل بجد على تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئة ، وبعدها يترك الباقي على الله ، الذي أتقدم إليه بجميل الدعاء راجيا منه أن يغني البشرية بتدبيره عن تدبيرها، وباختياره لها عن اختيارها، ويديم عليها نعمة الهناء واليمن والسلم والرخاء ، وكل عام والبشرية بألف خير .