خلافا للمقولة الشهيرة: “لا يقارن السيف بالعصا ” التي لُقِّناها في المدارس الإبتدائية ، وضدا في الأشعار المؤيدة لطرحها والتي منها على سبيل المثل: ألم تر أن السيف ينقُصُ قدرُه…إذا قيل إن السيفَ أمضى من العَصا. فأني أميل إلى أضدادها من الأشعار والأمثال التي لا تستقبح المقارنة وتؤيد مفعولها وضع الفواصل و النقط و علامة التنصيص والتمييز لإضهار أوجه الشبه أو الاختلاف بين الأشياء أو الأشخاص مهما صغُرت أو كَبُرت ، والتي أكتفي منها هنا بهذين المثالين سبيل المثال لا الحصر: “بالضد يظهر حسن الضد” و “بضدها تتبين الأشياء” المقتبس من قول المتنبي : من يظلم القرناء في تكليفهم… أن يصبحوا وهم له أكفاء ويذمهم وبهم عرفنا فضلـــــــــه … وبضدها تتميز الأشيــــــــــــــاء اللذان شجعاني على المقارنة بين كل من فريق الوداد الفاسي “الواف” بكل ما عرفه من مآسي وخيبات حظه ، وتحطم أحلام ، وإنتكاس ألوية ، وخسران الحروب والمعارك ، التي بات معها قاب قوسين من السقوط إلى قاع القيعان أو أدنى ، ومقارنته بما تحقق لذوي الحاجات (المعاقين)- أصحاب الهمم كما يسميهم المصريون- ومن بينهم فرق كرة القدم لمبتوري الأطراف من عظيم الانجازات ومشرف الانتصارات، والحضور الوازن في العاب معينة بالداخل والخارج وفي نفس الحي -فاس الجديد- الذي أنجبهم كل فعاليات الوداد الفاسي وجمهوره ، لكن بأقل من إمكانياته المادية، التي عوضتها ذوو الحاجات بلإرادة القوية والعزيمو الحاسمة في تحقيق النجاحات في العديد من الرياضات الفردية والجماعية ، رغم الإعاقة التي حرمت لاعبيهم من أداء أعمالهم وأنشطتهم بشكل طبيعي ، لكن دون أن تعوق تحقيقهم للإنجازات العظيمة المدونة في سجلاتهم الشخصية و سجلات أحيائهم والوطن ، والتي جعلت منهم أبطالا يستحقون أن يكونوا مثالاً ونموذجا يحتذى به في التمثيل المشرف للوطن، ومعلمين يُتعلم منهم معنى التحدي القوي والقتالية في تحقيق الإنجازات في كل ألعاب القوى وكرة السلة وكرة القدم وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية التي كانوا فيها مصدر فخر واعتزاز لجماهير “فاس الجديدي” والوطن جميعه، فما على الوداد الفاسي إلا أن يتعلم منهم ، حتى يستحق الاحترام والتكريم والدعم دون خجل أوحرج. وبالمناسبة ، أطمئن نادي الوداد الفاسي مسيرين ولاعبين وجمهورا ، أني لا اريد بالمقارنة هنا ، لا التقليل من قدر النادي ولا التقزيم من دور اللاعبين ، ولا تسفيه مجهودات مسيريه ، ولا شماتة أو تشفيا فيما آل إليه حاله الذي عصفت به سيول الخيبات وجرفت والنحوس بكل آماله، بقدر ما أرغب في استنهاض همم مسيري ولاعبي وجمهور “الواف” من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه لارجاع صورة الفريق الراقية ، وذلك بأخذ الدروس والعبر من أصحاب الهمم، الذين أتمنى أن تشكل انجازاتهم العظام إحراجا يدفع بجميع مكونات نادي الوداد الفاسي للتوقف عن والاستكانة للاحتضار والانكسار، وهجر الاستسلام للضعف والوهن ، وإعلانها حربا على مشاعر خيبة الهزائم وتيه لحظات البؤس ، لأن ما ألم به لا يعني أنه إنتهى نهائياً ، أو أنه لن ينهض من جديد ، وحتى إذا هو لم يستطع إرجاع الزّمن إلى الوراء ، فلينظر حوله إلى أندية دوي الحاجات وما حققوه ، ويعاود الكرة دون ملل أو يأس ، لأنه مهما تعرجت به الدروب ، ومهما عصفت بأحلامه الرياح ، ومهما انجرفت بآماله السيول، فإن من تبقى من محبي الوداد سيسطّرون بداية جديدة لصورته الراقية التي عرفتها عنه الأجيال، ليس فقط في الإنجازات، لكن في التميز الذي أتقنه رجالاتها، وقدموه لعشاق الواف بلا تفاخر ولا تعالي على أحد، وبكل تواضع المنتصرين. ولا شك أن الآلاف من محبيها ينتظرون تواريخ أيامها الزاهية ، ليحتفلوا بها ومعها. أما أنتم يا من حطمتم وهزمتم الإعاقة وحولتموها إلى عطاء جعل منكم سفراءنا في المحافل الدولية ، فأتمنى لكم الاستمرار، المزيد الإنجازات العظام والاستمرار في إحراج فرق الوداد الفاسي ليخرج من عسر حاله إلى التألق الذي عرفه كثاني فريق في المدينة العلمية من حيث الإنجازات وعدد المشجعين مقارنة بغريمه المغرب الفاسي.