ما بقاش فينا موت لحمار.. بقى فينا شفايت الحمارة !

نتائج الجامعات الوطنية المغربية للرياضة الأولمبية باريس 24، نموذجا.
كعادة جل التحركات الإصلاحية التي تقام في مختلف ميادين الدولة، أنها تعاني من التأخيرات والمماطلات ،رغم كونها ، في الغالب الأعم، إصلاحات ضرورية لتصحيح الأخطاء ، أو لتحسين الأداءات ،أو لتعزيز القدرات، والتي عندما تأتي ، إن هي أتت ، بعد فترة طويلة من المماطلة والتلكك ، تكون أقل فعالية أو صعبة التنفيذ ، لفوات أوان التصحيح .
سبحان الله ، كلما نظرنا إلى ما استجد في الساحة الرياضية من تحركات رؤساء بعض الجامعات الرياضة المغربية لتصحيح أوضاع المجال الرياضي ، أو على الأصح احتواء أوضاعه غير السليمة ، وستر مافضح منه ، بإصلاحات صورية؛ لخلنا أن الزمان يعيد نفسه ، أو تصور لنا عودة حليمة لعادتها القديمة ،وغيرها من أمثال التكرار والموعدة المقيتة ، التي تنطبق على ما أصبحنا نراه ونسمعه من مشاهد سعي رؤساء الجامعات المكتف وفي كل الاتجاهات ، للبحث عن مؤازرات انتهازيي الفرص ، وعون هواة الريع ، ومساعدة أشباه الصحفيين المطبلين المنتفعين من الأوضاع الهشة للجامعات الملكيات الرياضية المغربية ، كما هو حال الجامعة الملكية المغربية للملاكمة ، التي لم تتأهل عناصرها الوطنية رجال بدورة الإقصائيات الأفريقية دكار بالسينغال 2023 ، والعالمية بإيطاليا شهر مارس ويونيو بالتايلاند 2024 ، وإخفاق عنصرها النسوي سيدات بدورة باريس الأولمبية الأخيرة ، وغيرها من الإخفاقات التي سبقت فشلها الفضائحي في رفع راية الوطن عالية في العديد من المحافل العالمية و الدولية وآخرها دورة أولمبياد باريس 24 ، التي ما كاد ينفض موسمه العالمي تظاهراته ، حتى تعالت صيحات عموم الشعب المغربي عالية بانتقاد القائمين على الشأن الرياضي الوطني المغربي، وما وصل إليه من التدهور ، ومشاهد الفشل الكارتية التي عرفتها الكثير من التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية التي توجت بالنتائج الكارثية التي تحصل عليها في أولمبياد باريس 24 ، رغم وفرة الإمكانيات ، وتوفر الطاقات البشرية القادرة على تبويئ المغرب المكانة الأفضل في جميع المنافسات ، الشيء الذي دفع الشارع الرياضي المغربي للتنديد بما تعرفه العديد من الجامعات الرياضية من تسيب واستخفاف بمصلحة الرياضة الوطنية، و شجع الغورين على شجب تشبث رؤساء تلك الجامعات بالمواقع التسييرية التي عمروا فيها لسنوات طويلة، مقابل مراكمة الفشل والنتائج السلبية، التي زادت من شدة شجب “تمياك” المسؤولين على شكاويهم ، وعدم تعاملهم معها بالجدية اللازمة المساعدة في بناء الثقة بينهم وبين المسؤولين ، وحمى وطيس التنديد بتماطلهم المقصود الذي يقابلون به مطالباتهم بإصلاح أوضاع الرياضة ، والتوقف عن التواطؤ الفج ، وغض الطرف عن حقيقة أسباب المصائب التي حلت بعدد من الرياضات التي تسهر عليها تلك الجامعات الرياضية ، التي كللت غالبيتها ،مع الأسف ،بالفشل الدريع في هذا كل المحافل العالمي و الدولي ومنها اولمبياد باريس، باستثناء الميدالية ذهبية في سباق 3000 متر موانع ، التي ظفر بها البطل الأولمبي سفيان البقالي ، والميدالية البرونزية التي فوز بها أسود المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم.
وبناء على ما سبق ، فما على مسؤولي قطاع الرياضة المغاربة ،إن هم أرادوا إصلاح حال مختلف الرياضات المغربية، إصلاحا فعالا ، يتضمن دعم الرياضيين ، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز البرامج التدريبية، وتطوير الاستراتيجيات الرياضية المحققة للنجاحات المطلوبة ، إلا أن يعملوا على تحرير الجامعات الرياضية من تسلط وهيمنة العائلات التي توارثتها -وكأنها ملك لأجدادهم – ومحاسبة رؤسائها، والتحقيق معهم في ميزانياتها التي بلغت أزيد من 290 مليار سنتيم، كدعم من الدولة لها ، خلال سنوات 2020 و2021 و2022، في كيفية تدبروها ، والأموال التي رصدت أين صرفوا، خلال تلك العقود الطويلة التي تحملوا فيها مسؤولية النهوض بأحوال الرياضة ، وتجويد نتائجها ، وتعزيز عطاءاتها ، والتي لا أثرا لها على أرض الواقع، ما يستوجب محاكمتهم جميعهم بدون استثناء ، قبل عزلهم عن الرئاسة ، بدلاً من تحميل مسؤولية النتائج السلبية ،كما المعتاد ، للحلقات الأضعف في سلالم الترتيب التسييري للجامعات الرياضية ، كما يحدث الآن بالجامعة الملكية المغربية للملاكمة ، التي تمخضت قراراتها الإصلاحية عن حل الإدارة التقنية -بحسب وسائل إعلام مغربية -، عوض محاسبة الرئيس المسؤول الأول في الجامعة، والتحقيق معه وباقي الرؤساء عن المزانيات التي رصدت للنهوض بالميدان الرياضي الذي تحملوا مسؤوليته لسنين طويلة ، ومحاكمتهم على ما اقترفوا من خرقوات، وعدم الاكتفاء بعزلهم عن الرئاسة فقط ، كما جرت به العادة ، والذي يبقى الخطوة السلبية والنقطة السوداء ، في إصلاح أمور الرياضة المغربية عامة وجامعاتها ،التي تفاقمت مشكلاتها وتضخمت نتائجها الهزيلة والمخيبة للآمال التي كانت معقودة عليها لتنفيذ البرنامج المخصص لإعداد ومشاركة الرياضيين المغاربة الذين لديهم الإمكانات اللازمة لتمثيل المغرب في الأحداث الدولية الكبرى ، كدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 التي انتهت بفشلهم الدريع الذي شهد العالم فضيحته، وككأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025 ، ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028 ، والتي لاشك أنها ستشهد نفس المصير ،لا قدر الله،إذا بقيت دار لقجع ، عفوا ، دار بنموسى ، على حالها ، والتي قال فيها الملك محمد السادس في إحدى رسائله التوجيهية للجامعات الرياضية : “وهو ما لا نرضاه لبلدنا، ولا يقبله كل ذي غيرة وطنية، ولا يمكن أن تحجبه، بأي حال من الأحوال، بطولة أو تألق بعض المواهب الفردية”. والذي دفع بالغيورين المغاربة إلى ترديد المثل المغربي : “ما بقاش فينا موت لحمار.. بقى فينا شفايت الحمارة”

حميد طولست hamidost@gmail.com
مدير جريدة”منتدى سايس” الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر “منتدى سايس” الإليكترونية
رئيس نشر جريدة ” الأحداث العربية” الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ “لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *