حميد طولست
إن ما أصبحنا نراه اليوم من اشتداد للتنافس بين المؤسسات الرياضية ، وسعيها الحثيث نحو السبق والريادة والتميز والهيمنة على البطولات القارية والأولمبية والعالمية وجني ميدالياتها ، والتباهي بها في المحافل الوطنية والعالمية ، هو ما خلق في الأوساط الرياضية ما اصطلح على تسميته بــ”عقلية الفوز بأي ثمن” والذي أضحى ضرورة وغاية في عالم الكرة ، على وجه الخصوص، لما لتلك العقلية من الاعتبارات والدوافع التي تستدعي توظيف كل الوسائل المتيح لجني المكاسب وحصد الألقاب بطرق سريعة وسبل سهلة وأدوات جاهزة مختصرة للوقت والمسافات، ومجنبة لعناء البناء الشاق والانتظار الطويل ، ومزودة لحظوظ تحقيق الإنجازات الرياضية الكبيرة للدول المتشبعة بتلك العقلية المبنية على استغلال مواهب مختلف البلدان الفقيرة لتحقيق أهدافها المنشودة ، عن طريق التنافسية غير الصحية ،أو الشرسة ، المتمثلة في منح الجنسية للرياضيين الموهوبين، مقابل تقديم إنجازاتهم الرياضية للدولة المانحة للجنسية ، الوسيلة التي رغم أنها أثبتت نجاعتها في جلب الميداليات الذهبية للعديد من الدول الغنية ، الأوروبية منها والأمريكية ، وتغيير وتحويل نتائج ومستويات معظم الدول التي خاضت تلك التجربة ، فإنها تبقى تنافسية غير صحية أو ميداليات المعدن الأصفر تنافسية شرسة ، كما هو حال فرنسا التي نجحت في صنع منتخب كرة قدم قوي، من الموهوبين صغار السن الذي تم اكتشافهم في القارة الإفريقية وتبنيهم وتأهيلهم بالشكل الملائم، تم منحهم الجنسية الفرنسية، والعملية التي كانت ثمارها واضحة للعيان، من خلال تتويج فرنسا بمونديالي 1998 و2018، ولم يقتصر التجنيس الفرنسي على كرة القدم فقط، حيث حصلت فرنسا على عدد من الميداليات الأولمبية في مختلف الألعاب ،حتى باتت الخامسة على مستوى العالم في ترتيب جدول الميداليات في أولمبياد باريس ، بفضل منح الجنسية، الذي مكن الولايات المتحدة الأميركية هي الأخرى من السيطرة الكبرى على حصد الميداليات في الألعاب الأولمبية، وفي جميع الألعاب، ولعل ألعاب القوى وكرة السلة أكبر مثال على النجاح الكبير لتجربة منح الجنسية للاعبين الموهوبين وخصوصاً الأفارقة منهم ..
ولم تكن مسألة منح الجنسية للرياضيين قصرا على بلدان الغرب والأمريكين ، بل هناك الكثير من البلدان العربية –الغنية طبعا- التي كانت نموذجاً ناجحاً في كيفية حصد الميداليات على المستوى القاري والأولمبي والعالمي، حيث تصدرت مملكة البحرين ترتيب الدول العربية التي تحصلت على مجموع الميداليات في أولمبياد باريس 2024، ليس بفضل التخطيط الشاق لبناء الأبطال ، في كل الألعاب الرياضية ، وانتظار طويلا جاهزيتهم ، ولكن بفضل منح الجنسية للأبطال الرياضيين الأجانب ، العملية التي أصبح لها مؤسسات تعج بالوكلاء والخبراء المدربين على اكتشاف الرياضيين المميزين ، واستمالتهم لتمثيل الدولة المانحة للجنسية في المحافل القارية والأولمبية والعالمية ، إيصالها لمنصات التتويج دون عناء،التنافسية الصحية المشروعة ، التي تمثل حجر الزاوية في تحقيق النجاحات المبنية -في مختلف المجالات- على الإبداعية التي تلعب دوراً حاسماً في الإلهام وتوليد الأفكار المكفولة بين جميع الأندية الكروية وجماهيرها وبلدانها، التي من حقها التباهي بألوانها المفضلة والتغني والتفاخر بنجومها الموهوبين ، والدفاع عنهم والتصدي لمهربيهم ..
إوا بقى أنت تعاين أكاديمية “الواف” الغارقة في المشاكل من كل نوع ، توجد ليك اللي يجيب ميداليات المعدن الأصفر!!