بقلم محمد العبيدي
عزيز اللبار الذي شوهد في فيديو تداوله رواد مواقع التواصل، يرغد ويزبد ويطلق الاتهامات يمينا وشمالا، بعدما تم منعه من حضور لقاء لوزير الاستثمار، احتضنته قاعة فندق المرنيين، ولم يستسغ عزيز اللبار منعه، وإسقاطه من لائحة الحضور وهو ممثل للأمة ونائب عمدة مدينة فاس مكلف بالاستثمار.
عزيز اللبار رجل أعمال ثري، يملك أكثر من 40 فندق مصنف و 126 بزار في المغرب بأكمله، لكنه كما قال، أن ما عطالش على سياسة؟ ولكن ماذا تفعل في السياسة؟
عزيز اللبار يفتقر للأساليب إدارة الخلاف، فقبل عام 2015، عاش لسنوات صراعا مريرا مع حميد شباط، انتهى بلكمة وجهها إليه شباط في البرلمان بعد خطاب الملك في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، وقبل 2015، كان حميد شباط الرجل القوي بمدينة فاس، وحزب الاستقلال عموما.
نفس الصراع يتجدد لكن هذه المرة في مواجهة السلطة، أو المخزن، إن صح التعبير، وتابعنا منذ شهور خرجات اللبار في دورات المجلس الجماعي لفاس، وكذا في الاجتماعات الرسمية، التي احتضنتها ولاية جهة فاس مكناس، يهاجم يمينا وشمالا، متهما جهات بعرقلة الاستثمار وتنمية المدينة.
هذا ما يبدو ظاهريا، وشيء طبيعي، أن يعرّض شخص، يدعي الدفاع عن مصالح المدينة، للمضايقات، لكن التساؤل المطروح، الذي يؤرق هل فعلا مصلحة المدينة هي التي جعلت اللبار يدخل ضمن دائرة المنبوذين.
عدنا إلى صفحة عزيز اللبار البرلماني عن دائرة فاس الجنوبية، ببوابة البرلمان، فلم نجد ولو سؤالا كتابيا واحدا، طرحه اللبار، دفاعا عن مصلحة دائرته الانتخابية، بعد مرور أكثر من عام ونصف على انتخابه نائبا برلمانيا،(https://bit.ly/3Eu7W6K) وهو الأمر الذي يفند مزاعم الدفاع عن مصلحة المدينة، إذ لا أثر لوجود ذلك، لمن يتقفى خطوات النائب البرلماني داخل ردهات البرلمان.
وعلى ضوء ذلك، لابد وأن يتبادر إلى الذهن تساؤل محير، ماذا يفعل اللبار في السياسة، إذ لم يكن الغرض من ذلك المرافعة على مصالح المدينة، اللبار يجسد بشكل جلي مفهوم زواج السلطة والمال، وهو لا يتوانى في الدفاع عن مصالحه التجارية، باعتباره من كبار المستثمرين في السياحة بالمدينة والمغرب، واستثمارات أخرى في العقار وغيرها.
إلى جانب ذلك، يشغل اللبار رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة فاس مكناس، ما هي انجازات اللبار على المستوى السياحي، خصوصا بعد النجاح الذي حققه المنتخب المغربي في فعاليات كأس العالم، هل تم فعلا استثمار ذلك النجاح لتسويق لمدينة فاس، كوجهة سياحية، للاستقطاب السياح التواقين لزيارة واستكشاف الحضارة المغربية، ولا تخفى علينا مكانة فاس الحضارية والثقافية.
كما تشير بعض الأخبار إلى أن عزيز اللبار ، هو مهندس اتفاقية التوأمة المشئومة، التي وقعها عمدة مدينة فاس مع رئيس بلدية كفار سابا الإسرائيلية، حيث كان يتواجد بجانب العمدة بإسرائيل، خلال توقيع بروتوكول الاتفاقية، وهي الاتفاقية، التي رفضتها ساكنة مدينة فاس بشكل عام.
في النهاية الأمر عزيز اللبار رجل أعمال، يتأبط حقيبة السياسي، لدفاع عن مصالحه التجارية، تحت يافطة الدفاع عن مصالح المدينة، التي لم يجد لها وقتا لطرح مشاكلها داخل قبة البرلمان، لانشغالاته الشخصية بمراكمة الثروة وتوسيع استثماراته، ولا يمكن أن تنطلي خدعه، في محاولة لظهور بمظهر المدافع الشرس عن المدينة، خصوصا بعد، استدعائه الصحفيين لحضور واقعة المنع.
مشكل عزيز اللبار هو مشكل أزمة نخبة سياسية ،تسلطت على مدينة فاس، لا تخجل من استغلال نفوذها في تطوير استثماراتها وكسب المزيد من الثروات، وهو الأمر الذي قد يكون وراء واقعة منعه من ولوج قاعة الاجتماع، لأنه اجتماع مخصص للاستثمار في المدينة والجهة وليس مخصصا للبار ومشاريعه.