الجديد بريس
رغم ما عرفته الحملة الوطنية للتلقيح ضد “كوفيد 19″التي أعطى الانطلاقتها الفعلية جلالة الملك محمد السادس يوم الخميس 28 يناير2021 ، من تخطيط محكم ، وسير ثابت لتحقيق المناعة الجماعية ضد فيروس كورونا، اللذان جعلا المغرب من بين “الدول العشر الأوائل الرائدة في تحدي عملية التلقيح – حسب مكتب منظمة الصحة العالمية بالمغرب التي هنأت الرباط على نجاحه فيما اعتمده من خطط ناجعة لإنجاح حملته الوطنية الضخمة للتطعيم الجماعي التي راهن بها على تلقيح 30 مليون مواطن- التي جعلت منه بلدا تشيد به الكثير من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية ، كنموذج يحتذى به على الصعيد الدولي والقاري .
ورغم اتخادي وأسرتي جميع الإحتياطات الصارمة ، واتباعنا لكل إجراءات التباعد الاجتماعي ، والتزامنا المتشدد بكافة شروط التنظيف والتعقيم حد الاسفاف ، واستعمال الكمامة لدرجة الإختناق ، فقد استفقت في أحد صباحات يوليوز الماضي على شعور برجفة في مفاصلي وآلام والتهاب في حلقي وتعب في عينيي واحتقان في أنفي وفقدانا لنعمة التذوق من لساني ، إلى جانب موجات الصداع المتواترة ، وغير ذلك من الأعرض التي قضت مضجعي ، ودفعت بي للإسراع في إجراء اختبار “كوفيد-19” الذي جاءت نتيجته دامغة ، ألزمني الابتعاد عن الآخرين ، والاعتكاف في البيت -الذي إعتدت عليه مند ظهور الوباء اللعين قبل أكثر من سنتين- كوقاية تتطلبها المعركة ضد هذا العدو الشرس ، الذي لم أكد أسقط ضحية لغزواته حتى اندفع الأهل والأخوة والأصهار والخلان والكثير من الأصدقاء والمعارف والجيران إلى مآزرتي برسائل المواساة وتمنيات الشفاء التي تقاطرت علي منهم عبر الهاتف وعلى حساباتي الإليكترونية على ليشعروني مشكورين أنني لست وحدي في مصابي ، الذي يبقي الإخبار بالتعرض للإصابة بفيروسه اللعين “أوميكرون” مفاجأة غير سارة تقض المضاجع وتقلق الرؤوس بما تفرضه من علامات الاستفهام المحيرة والمؤثرة سلبا على وعي الإنسان وواقعه الحياتي والعالم المحيط به ، وتشكل عقبة كأداء في طريق التغلب على الداء والشفاء منه ، يزيد من تأجيجها والتهابها ، ما تقذف به فوضى التفاسير خاطئة عن مفاهيم الوباء وماهيته ونشأته وخطورته ، والتصورات الغيبية الغبية الإتكالية حول طرق الوقاية والعلاج منه المتخلفة ، المرتكزة في غالبيتها على المَوْضُوع والمَكْذُوب من الملاحم والمغازي الأصولية المشحونة بأيديولوجيات “الإسلام السياسوي” ، الذي لا يستهدف مروجوها مساعدة المصابين على الشفاء ، بقدر ما يستهدفون تمكين المتاجرين بالدين من تغييب عقول البسطاء وتجهيلهم واغراقهم في مستنقعات التنظيرات البعيد عن الدراسات العقلية واللغوية الملتزمة بأصول المناهج البحثية العلمية المتميزة لفهم الوباء ، والتي يحتاج ادراكها الى دراسات تفصيلية واسعة وشروح ضافية ومعمقة في طرق مواجهتها ومحاربة عدواها باللقاحات والمعززات التي لها القدرة ، بعون الله ،على تحجيم أسوأ عواقبها ، كما حدث مع تجربتي مع جرثومة “الأوميكرون” التي تخلصت منها بعد أيام قليلة ،بقدرة الله وبفضل الإرشادات والتعليمات الصحية لوزارة الصحة المؤكدة على جدوى تلقي التطعيمات وتعزيزاتها ، كواجب مدني تجاه الذات والمجتمع ، الذي تقع على كل واحد منا مسؤولية سلامته ، التي تفرض على الجميع أن يكون حارساً أمينا لا تغفل له عين حتى يكون طوق نجاة لأولئك الغافلين عن خطورة الوباء ، فداحة عودة انتشار .
وقبل الختام أود أن اعبر لرفيق العمر زوجتي حبيبتي ، عما نبض لها به قلبي بصمت من شكر وامتنان ، ليس على ما قدمته لي خلال مرضي من دعم ومساندة فقط –و الذي كانت هي أحوج إليه مني نظرا لحالتها الصحية- بل طوال حياتي معها، والتي أطلب منها العفو والمغفرة، وأأكد لها انني أحبها ، لأنها إنسانة تحب .
وبالمناسبة أود أن أشكر الطبيب المعالج …الذي تابع حالتي بالبيت، على تفانيه في تأدية وظيفته ببساطة سجية ، وطلاقة وجه، وبشاشة محيا ، إلى جانب الوضوح والسلاسة وانعدام التكلف التي تحلى بها ، والتي عمقت معرفتي بخطورة مصابي وكيفية مواجهته ووقاية نفسي والمحيطين بي منه ..
وأختم بمناجاة ربي بهذا الدعاء المأثورة والعام: اللهم أسألك بصفاتك العليا ، وبأسمائك الحسنى ، وبذاتك الجليلة ووجهك الكريم ، أن تشفي كل مريض ، وتعافيه بحولك وقوتك يا أكرم الأكرمين.