الجديد بريس – حميد طولست
طبيعي أن ينصي حديث المغاربة قاطبة على الحدث الهام والخطير الذي أرخى بظلاله على اللحظة الراهنة ، والمتمثل في الموقف المعادي لوحدتنا الترابية الذي تعنت المسمى قيس سعييد رئيس تونس على إشهاره بوضوح تام من خلال استقباله لمتزعم مرتزقة “البوليساريو” بقمة طوكيو للتنمية الإفريقية ، في خيانة مقصودة وغدر مدمر للعلاقات الدبلوماسية التي تربط البلدين الشقيقين تونس- التي ستظل خضراء في عيون المغاربة شعبا وملكا – وبين المغرب المعروف بوفائه ووقوفه إلى جانب أشقائه وأصدقائه التونسيين في ظل العلاقات الأخوية وما تقتضيه من مساندة ودعم عند اشتداد الخطب ، بخلاف من اختار الذل والذيلية والتآمر وقبض ثمن خيانته وغدره ، ذُلا وهوانا ، الخيانة غير المستساغة التي لم يلحق ضررها المغرب وحده -كما أراده أسياده ومُشغليه الكابرانات- ووصل شره للشعب التونسي نفسه ، وبعده لليابان -صاحبة “تيكاد” الذي لا يحضره إلا الدول الإفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية باليابان ، الأمر الذي دفع اليابانيين أصحاب فكرة “تيكاد” و الغالبية العظمى من الدول الإفريقية المشاركة ، إلى الإنتفاظ ضد قيس ، كل بطريقته ، بدأً من تخفيض مستوى التمثيلية ، ثم الإنسحاب -كما فعل رئيس غينيا بساو- والانتقاذ الشديد لرئاسة المؤتمر- كما فعل ماكي سال، رئيس السينغال- إلى الدعوة لتعليق أشغال الدورة/المشكل.
وغيرها من ردود الفعل المستنكرة لما أقدم عليه قيس سعيد ، والذي لم يكن حدثا عابرا ، بقدر ما هو استهدافا مقصودا وممنهجا للوحدة الترابية لبلد ذي سيادة “المغرب”، والذي تثبته الوقائع الكيدية المتوالية التي سبقت حادث دعوة قيس لمرتزقة البوليساريو لحضور مؤتمر”تيكاد8″ واستقباله رسميا ، التي أفاضت الكأس ، والتي من أبرز أماراتها رفض قيس استقبال السفير المغربي، مند تعيينه في نونبر 2019 إلى يناير 2022، وإصراره على عدم تقديم الشكر لملك المغرب ولحكومته وهو يقوم بزيارة إلى المستشفى الميداني الذي أقامه المغرب ، تم امتناعه عن التصويت لصالح المقترح الأممي بتمديد بعثة المنورسو، ورفضه زيارة المغرب مثلما فعل الرؤساء التونسيون قبله عقب انتخابهم ، بينما تعددت زياراته للجزائر، وأخيرا وما أظن أنها ستكون آخر أمارات عدائه وعدوانيته للمغرب ، دعوته للبوليساريو لحضور مؤتمر”تيكاد8” واستقباله الرسمي لمتزعم مرتزقته ، ضدا على رغبة اليابان وغالبية الدول الإفريقية ، كما لو كان فعلا رئيس دولة تربطه باليابان علاقات دبلوماسية.
فكيف للذي يخون ثقة شعبه فيه أن يتردد في خيانة غيره ، وأنه لا يوجد في الحياة جهاز لقياس الوفاء أدق من المواقف ، وعلى قيس أن يعي أن مواقف المغرب تابثة وسيصمد عليها إلى أن يزول كل الحاقدين الجدد المتربصين بصحرائه ، كما زال من ناصبوه العداء ، رغما عنهم وعمن يحرّكونهم ويمولونهم، وستبقى الصحراء مغربية ، وإن غدا لناظره لقريب ، كما كان الأمس القريب والبعيد شاهدا على موت القدافي مدموما وبقاء الصحراء مغربية، وموت بومدين مسموما وبقاء الصحراء مغربية ، وموت عبد العزيز المراكشي مقهورا وبقاء الصحراء مغربية ، وموت كاسترو معزولا وبقاء الصحراء مغربية ، وموت القايد صالح مغبونا وبقاء الصحراء مغربية ، وموت بوتفليقة مشلولا وبقاء الصحراء مغربية ، وسيموت الرئيس التونسي كمداً وستبقى الصحراء مغربية ، وسيزول كل من تورط أو سيتورط في تنفيذ مخططات الجزائر القذرة المكشوفة وستبقى الصحراء مغربية حتى يرث الله الارض ومن عليها ، وكلي يقين أن المغرب لن يسقط أبدا أمام مناورات كراكيز ودمى تحركها مصالح إقليمية خيالية وستبقى الصحراء مغربية ، ولن يجني قيس من مؤأمراته إلا المزيد من الغزي والعار والهشاشة والانحدار وتنازل لعنات الله عليه وبقاء الصحراء مغربية ، وبعد انكشاف خيوط اللعبة القذرة التي تورط فيها قيس تونس وليلى الجزائر، أختم بهذا الدعاء :اللهم لا تواخذ إخواننا في تونس بما فعل السفهاء منهم ، وقنا و إياهم من كيد الكائدين، و كن لنا ولا تكن علينا يا الله..