خيانة المسمى قيس سعييد نموذجا.
للازمات رجالات شغلهم الشاغل الصيد في الماء العكر من اجل الوصول لغايات معينة بمختلف الوسائل والطرق الرخيصة منها و الباهضة الثمن ، وحتى الكثيرة الاخطاء التي يكون المُتَحقَّقُ منها لا يساوي قيمة الغاية المرجوة ، كما القيمة الهابطة التي رامها سعييد من استفزازه للمملكة المغربية باستقباله رئيس جمهورية الوهم والزور بنبطوش ، الغاية التي لم تثمر غير الخروج به عن خط الوفاء الذي يحتفظ للبشر إنسانتهم ، ووضعه في عتمة خبث نواياه المبنية على الطعن في الظهر ، الذي تكبد مرارة وجعه الشعب المغربي الصديق المسالم ، والذي زاد من ألمه محاول تبرئة قيس نفسه منها وتبرير اقترفها لفرط قبح ما فينا ، و اعتبارها سلوكا خارجا عن إرادته ، وأنه كان مكرها على خيانته لا بطل فيها ، حيث أن تنفيذه تعليمات الجزائر ما كان إلا تضحية لانقاد تونس مما زج به فيه من ازمات اجتماعية وسياسية واقتصادية ، ، كما أوحى بذلك وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام بقوله:”فتشوا في مخ “قيس”، يبدو أنه غير سليم، ويتكلم خارج إجماع الشعب التونسي الشقيق” ، بينما أن الحقيقة المرة والواقع البئيس الذي يخفيه قيس وزبانيته ، هو أنه قد أصيب ، هو الآخر، بعدوى كراهية الكبرانات -تعسًا لِمن يصاب بها أو يعيشها أو يتصف بها- فغلَبتْ عاطفتُه عقله ، وصرعتْ جاهليتُه إِنسانيتَه ، وقَـتَل طمعُه زَهادتَه ،ونَسِيَ المعروفَ ، ورَبطَ الوُدَّ بالمصلحةِ ، وتعلَّقَ بتوافِه العطايا ، وعاشرَ بالنفاقِ ، وتاجرَ بالقِـيَمِ ، وتَذلَّلَ بالمُداهنةِ ، وجافَى المروءةَ ، وطغىٰ حسَدُه على غِبطتِه ، وظهرَ حِقدُه وغابت محبته ، واستأنسَ بالانتقام ، واستقوَى بكَيدِ جنرالات الجزائر، واستنصرَ بباطلِهم ، وساندَ ظُلمَهم وطغيانهم على الوحدة الترابية للمغرب، وأنسته فصاحة وبلاغة ثرثرته -التي لا تحل المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية- أن لنا دينا عظيما مشتركا، يؤكد على أن المسلم أخو المسلم، يحرم خذلانه وتحقيره وخيانته، ويحرص منهاجه القويم ، على أن تبقى العلاقات قوية بين الإخوة في الدين ، وأن تظل الأواصر بينهم محكمة البناء ، لا تضعفها الهزات العارضة ،ولا تنقضها العواصف الطارئة، بدليل قوله سبحانه: ” إِنَّما المُؤمِنونَ إِخوةٌ فأَصلِحُوا بينَ أَخوَيكُم واتَّقُوا اللٰهَ لعلَّكُم تُرحَمونَ ” ،الحجرات، وقوله تعالى:”وإِن طائفتانِ منَ المؤمِنينَ اقتَتَلُوا فأَصلِحُوا بينهُما فإِن بَغَتْ إِحداهُما على الأُخرى فقاتِلُوا التي تَبغي حتّى تَفيءَ إِلى أَمرِ اللٰهِ فإِن فاءَت فأَصلِحُوا بينهُما بالعَدلِ وأَقسِطُوا إِنَّ اللٰهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ”، الحجرات ، وغيرها ذلك من الكلام المنزل الذي يحث فيه سبحانه وتعالى على التسليم لأوامر الله والإبتعاد عن نواهيه والإمتثال لأوامره التي من بينهما :إعدلوا ،ولا تعتدوا ، ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، ولا تلبسوا الحق بالباطل التي لم يعتبر بها قيس أو يمتثل لها ، فكان كالأَعرابَ الذين قالوا: “آمَـنَّا” فزُجِرُوا بأَّن يَّقولوا: “أَسلَمْنا” بدل “آمَـنَّا” لأَنَّ الإِيمانَ لم يُخالِطْ نفوسهم ولمَّا يَدخُلْ في قلوبِهم السوداء كسواد الفحم الذي لو غسلته ألف مرة لم يزل سواده .