كلنا يعرف أن دور الجمهور في كرة القدم لا يقل أهمية وتقديرا عن دور اللاعب أو المدرب ، لما للجماهير المشجعة من مهمة محورية وأساسية في صناعة كرة القدم ، التي من دونها تفقد اللعبة أهم أهدافها ، كما تجلى ذلك وبالملموس في التظاهرة العالمية “كأس العالم قطر2022” من خلال الحضور المغربي الجماهيري اللافت الذي فاق كل التوقعات، والذي أعطت أصوات وأنغام وأهازيج ولافتات تشجيعه رونقاً ومنظراً جميلاً غطى على تفاصيل المباريات نفسها ، وحجبت بعض من قيمتها ، وتخطت في أحيان كثيرة تنافسية اللاعبين في صنع الإثارة والتشويق للمشاهدين عامة وعلى الخصوص المغاربة منهم ، والذين لم تشد جماهيره الغفيرة الرحال إلى قطر ، ولم تملأ وفودها مدرجات الملاعب القطرية، إلا لدعم ومساندة منتخبهم الوطني ، وتحفيز لاعبيه على رفع مستواهم الفني، وبث الروح القتالية في نفوسهم ،الهدف المنشود الذي تجاوز مسألة مشاهدة المباريات عن قرب ، واتسع ليصبح غاية تخطت عند الغالبية العظمى من المغاربة متعة المباريات ذاتها.
أمام هذا الجمهور المثالي الذي يزاحم مستقبله حاضره ، وتبشر كل المؤشرات بأن القادم أجمل وأفضل خيالاً وإبداعاً وإبهاراً، والذي يستحق أن تخصص له جائزة تحت عنوان “الجمهور الأفضل”، وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها جراء التآمر الخسيس الذي أراد به أعداءه –أكثر من منافسيه في كرة القلم-منع الجماهير المغربية من دخول ملعب المدينة التعليمية ، لتشجيع منتخبهم الوطني في المباراة الإقصائية المصيرية التي ستجمعه مع منتخب اسبانيا .
لقد أججت مؤامرة نفاذ تذاكر مباراة المغرب اسبانيا دون غيرها من مباريات التظاهرة ، غضب الجماهير التي تفرقت في تحديد أسباب ، ودوافع ، وهوية الجهة المستفيدة من ذاك الفعل الخسيس والذي اتفقوا على نذالته ودناءة من هم وراءها ، ووجه البعض أصابع الاتهام لكبرانات الجزائر بتجنيد الآلاف من العملاء لشراء أعداد مهولة من التذاكر وتوزيعها بالمجان على بعض المقيمين الهنود والباكستانيين والبنغاليين لملأ جنبات الملعب كأجساد بلا روح رياضية ، بغرض التأثير سلبا على فريقنا الوطني العتيد.
لكن رغم ضخامة خسة وحقارة ونذالة تلك المؤامرة ، لم تستطع أن تثني الجمهور المغربي عن البحث كل وسيلة يساندون بها منتخبهم الوطني المغربي للاستمرار في تسطير القصص الكروية الجديدة والحكايات الفنية الممتعة والتاريخ المتحضر المختلف، بمعية مدربه الركراكي “راس لافوكا” لا يرضى لفريقه بديلا عن الفوز ، وبدعم ومساندة من محبيه ومشجعيه الذين تآلفوا على اختلاف طباعهم، بأنه لا مستحيل مع المستديرة مهما تكاتفت المؤامرات ..