ما زال المنتخب المغربي في دائرة الضوء، رغم تعثره غير المتوقع في مباراته ضد فرنسا، والتي كان فيها كبيراً رائعاً، يستحق الإشادة، وما زالت هناك بقية من الحلم الكبير الذي راود العالم المغاربي والإفريقي والعربي طيلة البطولة العالمية التي أقيمت بقطر -التي أثبت للعالم أن بإمكان العرب أن يصنعوا التاريخ في مختلف المجالات وليس في كرة القدم وحدها – الحلم الذي سيكتب أسود الأطلس سطوره الأخيرة في سجل المباراة التي ستجمعهم بالمنتخب الكرواتي ، الذي سبق أن قابلوه في المباراة الأولى أمامه في بداية هذا العرس الرياضي الذي ، أكد الأسود من خلاله للعالم أن الإرادة وحدها تصنع الكبار، وأن اللاعب المغربي لا يمتلك الموهبة والجودة الفنية والتكتيكية فقط ، بل كذلك الخبرة المتراكمة من اللعب في مستويات عليا من كرة القدم ، ومعانقتها دون خوف أو جل أو كلل ، وبكل صبر ورباطة وجأش وفنية راقية خفق لها صدور ووجدان الإنسان العربي المتصهد المتبدد من كبد معاناة مشهد الآخرين يقطفون ثمار النجاحات، وهو المختبئ خلف انكساراته ، التي ستتبدد هذا المساء، بعد ترنيمة صفارة الفوز الذي اعتدناه مغربيا ، والذي سيعيد التوازن لكل من يتطلع لفتح صفحات جديدة لتاريخ ، ربما قد توارى ، لكنه لم يُنسى ولن يُنسى أبدا.
وفي انتظار تلك اللحظة المباركة التي ستحقق الحلم الذي طال انتظاره ، لا يسع الجماهير المغربية و الإفريقية والعربية إلا أن تتقدم بالشكر والتقدير لكتيبة الركراكي على البلاء الحسن وعلى عزمها على تكرار الانجاز التاريخي الكبير الذي أوصلنا إلى أرقى أدوار المونديال، وبصم الأجواء المغربية والافريقية والعربية بالفرح والسعادة.