نادرًا ما وجد المغرب نفسه في مركز اهتمام العالم على امتداد المونديال الذي حقق فيه منتخبه الوطني لكرة القدم بتأهله إلى الدور قبل النهائي، إنجازا تاريخيا لم يحققه أي منتخب عربي أو إفريقي، تابعه و احتفى به بتلقائية كبيرة وأخوة صادقة ،أكثر من خمس مليارات مشاهد ، من المغاربة والأفارقة والأسيويين، والأوروبيين والأمريكان ، أمازيغ وعرب وعبريين، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، رافعين الأعلام والرايات المغربية ،هتافين بالشعارات الممجدة للمغرب ، مرددين نشيده الوطني ، مشيدين بإنجازات منتخبه الوطني الذي أعطى لمونديال قطر نكهة خاصة ، وطبعه برمزية مميزة تحمل في طياتها فرحة وسرورا لم تعرفها مسابقة رياضية قبل نسخة كأس العالم 2022 ، التي بصمها اركراكي وكتيبته بقيم أخلاقية وإنسانية وثقافية وحضارية مُبهرة ، حققت للمغرب إشعاعا عالميا ، لا يقدر بثمن، جعل اسمه على كل لسان في أرجاء المعمور ، وعزز محبة المغاربة لوطنهم المغرب أكثر من ذي قبل، فاجتهدوا في تمثيله واستماتوا في الدفاع في عن ثوابته وحدوده في الداخل والخارج ، الأمر الذي أوغر قلوب الحاقدين الناقمين المرضى بعقدة “المروك” المزمنة، الذين قال فيهم المرحوم الحسن الثاني قولته الحكيمة : “نريد أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار، نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يساكنوننا ويجاروننا ،ولله الحمد فقد انكشف الغطاء” .
فعلا نحمد الله ونحمد مونديال قطر الذي كان سببا في فضح أساليبهم الدنيئة أمام العالم ، ونشكر أسود الأطلس على فوزهم التاريخي الذي …عرى حجم الغل والحقد الدفينين في عقول وأفئدة حكام الجارة الشرقية وإعلامهم الرسمي ، المكتوب منه والمسموع والمرئي ، اللذان إذا نحن استنطقنا تعاملهما مع الإنجازات العظيمة التي حققها أسود الأطلس في كأس العالم، لوجدنا أن الأول لم يتأخر في الكشف عن حقيقة كنهه – الذي اعتدنا على خبثه وقذارته- باعتقاله لجنود أظهروا الفرحة بانتصار المغرب، وبعزله لمدير التلفزيون العمومي لمجرد أن نشرة الأخبار أوردت اسم المغرب كمتأهل للمربع الذهبي في مونديال قطر 2022، وغير ذلك من الصبيانيات المضحكة المبكية التي أختم بأغربها المتمثلة في تسليط النظام الجزائري أبواقه للتهجم على والشعب الفلسطيني الراقي، المثقف، المتحضر ،بسبب تعبيره عن فرحته بإنجازات أسود الأطلس.
أما بالنسبة للثاني فنجد أنه لا يمت للرسالة النبيلة للإعلام الحقيقي بأية صلة ، لاستماتته في غسل أدمغة الجزائريين، وشيطنة كل ما هو مغربي ، والذي يؤكده تجاهله المفضوح لوجود المغرب في المونديال وتحقيقه لنتائج مبهرة ، عند استعراض أحداث أكبر حدث رياضي في العالم ، على خلاف العديد من وسائل الإعلام الدولية والعربية المشيدة والمهللة له، حيث كان مذيعو جل القنواته الجزائرية الرسمية تذكّرت بكل نتائج المباريات المسجلة باسثتناء مباريات الأسود، كما كانت تتعمد إظهار مشاهد صبيانية لبعض الجزائريين الذين نجح النظام في غسل أدمغتهم للكشف عن الكراهية العميقة التي يحملونها للمغاربة، كما في التصرفات الصبيانية التي صدرت عن بعض جزائريين الذين لم يستسيغوا فوز المنتخب المغربي، وتقافزوا فرحا بإلغاء هدف حكيم زياش، بداعي تسلل “غانم سايس”،وأولئك الذين احتفلوا بفوز المنتخب الفرنسي الذي اذاقهم الذل والهوان ومازال ، وكأنهم يعملون بالمثل المصري القائل:”القط بحب خناقوا”.
يكفي المغرب فخرا واعتزازا فرح العالم بالإنجازات التاريخية التي جعلت من”أسود الأطلس “الفريق الوحيد، إفريقيا ومغاربيا وعربيا، الذي وصل إلى المربع الذهبي ، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم الذي نظم لأول مرة في بلد عربي.
وليمت الحاسدون والحاقدون بغيظهم.