وأنا اتابع احتفال جمعية “إئتلاف قدماء وفعاليات الوداد الفاسي”، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال ، لاحضت غياب أعضاء المكتب المسير عن بادرة التكريم المشكورة التي شملت لاعبيي فريق “الوداد الفاسي” عرفانا لهم على مدى ما حقَّقوه من إنجازات باهرة للفريق ؛ الغياب الذي دفع بي -كما الكثير من المتتبعين للشأن الكروي بمدينة فاس- لطرح التساؤل المحيرة التالي : هل كان سبب ذلك الغياب هو ما شهده الفريق من تراجعات خطيرة ، أحزنت “الفاس جديديين” على اختلاف ميولاتهم وانتماءاتهم، وآلمتهم جميعهم ، وعلى رأسهم جمعية ائتلاف فعاليات قدماء الوداد الرياضي الفاسي” المنخرط جميع مكوناتها المشكلة من خيرة أبناء فاس الجديد من ذوي الخبرة والدراية والمعرفة المحبين لفريق حيهم ، فكرا وتصورا وانتماء ، المعتزين بقيمه ووزنه ومقداره ، المنفطرة أفئدتهم على ما آلت إليه أحواله ، الجادين في العمل على تحقيق نهضة رياضية قادرة على إخراجه مما عاشه من نحس وبؤس ومؤامرات ، خلال الجزء المنصرم من الموسم ، باعتماد قواعد الحكامة الجيدة والشفافية الناصعة وخرائط الطريق والتخطيطات التنظيمية الرزينة المشركة لنخب الحي من والرواد الكبار لهذه الرياضة ، الذين لن يستطيع أحد التنكر لقدراتهم الفنية والتقنية ، أو إنكار تجاربهم المحلية والوطنية والعالمية الناجحة. فهل يا ترى هذا المطلب كثير على الفاسجديديين وفريقهم ؟! الجواب عن هذا السؤال لن يكون إلا مجرد تحصيل حاصل، وهو: لا وألف ، لأن الإصلاح وتغيير الأوضاع ممكن جدا في كل الأمور، إذا لم يكن “كلام نهار يمحوه الليل” ، وتطبيقه مع “الواف” لن يجد طريقه إلى التبلور على أرض الواقع إلا بالاستئصال الجذري لما نبت من أورام خبيثة على دواليب تسيير شؤونه ، وتحكمت فيه دون خبرة أو دراية أو معرفة ، لردح من الزمان فرضت خلاله قراراتها الفوقية المبنية على أسس من المجاملات والترضيات التي تبعد المواطن الفاسجديدي من أن يكون جزءا من الحل للقضايا المصيرية لفريقه المكتوي بحبه وتقديس انتمائه إليه، والذي لا يعرف مشاكله إلا هو، وكأنّه ليس مواطنا “فاسجديديا” إلا بالرقم الذي تحمله بطاقة هويته فقط..