رغم أن الجميع مع النقد البناء الذي لا يستقيم أي عمل بعيدا عن مفاهيمه الصحيحة ، فإننا لم نستطع تحديد ماذا أريد بالجدل اللامعقول الذي أثير حول تنظيم كأس العالم 2022 والذي لم يسبق في التاريخ أن شهدت أي بطولة كروية وما شمله من شديد الانتقادات وقاسي الهجومات وخطير الاتهامات التي عانت منه قطر منذ لحظة حصولها على حقوق تنظيم تلك التظاهرة العالمية قبل 12 عاما، إلى ساعة انطلاق أولي مباراتها ، وصولا إلى النهائي التاريخي الذي شهدته “الأرض العربية”ولأول مرة من تميز لم تذهب التوقعات إلى أن يصل إلى ما وصل إليه من انجاز عظيم كان قاب قوسين أو أدنى من قلب ترتيبات منظري كرة القلم رأسا على عقب ، وتغير نتيجة التتوّيج المرسومة سلفا ، وانهاء ما أعتيد عليه فيما سبق من الكؤوس ، كما حدث مع منتخبي البرتغال وإسبانيا ، اللذان وإن لم يكونا مؤهلين للفوز بالكأس ، فقد كانا من أبزر المرشحين للوصول إلى مربع الكبار الذي تربع فيه بدلا عنهما المنتخب المغربي ضداً في ترتيبات هيئات المنظمين، وتنظيرات السياسين، وحسابات الممولين ، الذين أربكتهم جميعهم ، حد الرعب ، فكرة “حمل فريق عربي الكأس الذهبي العالمي ” الشيء الذي لم يحدث لحد الآن -لسوء حظ العرب أو لأشياء أخرى خفية – والذي تؤكد عدم استحالة حدوثه ، الإرهاصات المقلقة ، التي ظهرت جليا في صولات نجوم كرة القدم من غير المبشرين بالتتويج ، والتي بانت في فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين الذي رفع من سقف آمال المشجعين و أعلا أهازيجهم الممجدة لتواجد المنتخب المغربي بين الأربعة الكبار ،الذين عانوا الأمرين في كسر إرادته الصلبة بالوسائل التي جعلت خسرانه في مباراته الأخيرة لم يكن هزيمة ، بقدر ما كان تحفيزا له على شق الطريق نحو تغيير ما ساد كرة القدم من إجحاف، والدفع ببطولاتها إلى خارج القارة الأوروبية التي اعتادت احتكارها الأوربيون واللاتينيون واناديهم الحصري”الفيفا” لأزمان مديدة ، وذلك في ظل الانزياحات الاقتصادية والمتغيرات الإستراتيجية التي تعمل على إعادة بناء قدرات المنطقة العربية لتصبح قادرة على قلب الكثير من الأفكار عن الشّرق الأوسط وعن العرب وتقاليدهم الاجتماعية والعقائدية والدينية، وحتى إمكانياتهم الرياضية وعلى رأسها معشوقة الجماهير التي لا مستحيل معها، وأن كل شيء أصبح معها ممكنا ، فلماذا لا يكون ممكنا أن يرفع منتخب عربي كأس العالم لكرة القدم؟ وما الذي يمنعهم من ذلك ؟ بعدما سقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق ، أثبت المنتخب المغربي أنه رقم أساسي في اللعبة، وأن مشاركته في البطولات العالمية ليست لتكملة العدد، وموعدنا بحول الله في المونديالات القادمة.