فاس تُخلد يومها السنوي وتُصْدِرُ بيانَها

متابعة: عبد الحي الرايس

“رابع يناير” يومٌ لا يُنسَى ومَوْعِدٌ لا يُخْلَف، إذ فيه باشر المولى إدريس الثاني سنة 808 م حفر أُسُس فاس، وإرساءَ دعائم الدولة المغربية التي صهرت مُختلِف أطياف السكان والمتوافدين في بَوْتَقة الإسلام والمواطَنة.
وَقَّعتْ إعلانَهُ يوْماً سنوياً لفاس طليعةُ مؤسساتها الإدارية، والجماعية، والجامعية، والجمعوية، وصار عَهْداً على الجميع أن يتنافسُوا في إحيائه، ويسهرُوا على تخليده بما يليقُ به.
ولا يكاد يَمُرُّ حَدَثٌ لتخليد يوم فاس حتى يُباشَرَ التفكيرُ في الذي يَليه، وفي الشعار الذي تُمْلِيهِ فاس في صيرورتها وتَحَوُّلاتِها، ولو أنَّ كلَّ الشعارات تلتقي في التعبير عن التَّوْقِ إلى السيْر بفاس نحو التجدُّدِ والاِسْتدامَة.
تميَّز لقاءُ تخليد يَوْم فاس في دورته الثالثةَ عشْرة تحت شعار: “فاس كما نُريدُ لها أن تكون” بعرضِ شريط وثائقي أبْرَزَ رصيدَ فاس الزاخر، ووقف عند الطارئ العابر، مُتطلِّعاً إلى المستقبل الواعد، وعَرَفَ عُروضاً عكست المسار المتنامي لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، والطموحات الهادفة للمجلس العلمي المحلي لفاس.
وتوَقَّفَ عند لحظةِ تقديرٍ واحتفاء، كَرَّم فيها كلاًّ من:
ـ السيد أحمد عرفة الذي جَسَّدتْ ولايتُهُ بفاس (بين 2003 و2005) سياسة القرب، وأعطت النموذج والمثال للتشارك والتقاسم، وبذلك ظلتْ تجربتُه عالقةً بالبال والوجدان، لَدَيْهٍ ولدى طليعةِ السكان.
ـ وكذلك السيدة وفاء الإدريسي القيطوني التي ألهمت المجتمع المدني ـ من خلال مسؤوليتها عن قسم الدراسات في اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير ـ تأسيس جمعيات تنهض بأدوار التحسيس والترافع والاقتراح، وانخرطت فيها وظلت سَنَداً لها في مَجالاتِ السلامة الطرقية، والتنمية، ودعمِ النساء في العالم القروي والأحياء الشعبية.
وتُوِّجَ اللقاءُ ببيان يُؤَكِّدُ تطلعاتِ فاس كما يريد لها الجميع أن تكون:

“نص بيان يوم فاس”

الحمد لله
إن المخلدين ليوم فاس المعتزين بدورها في إرساء أسس الدولة المغربية، والمعتدِّين برسالتها الحضارية التي كان لها إشعاع في ربوع الوطن، وتردَّد صداها في أرجاء العالم
ـ حيث إنها احتضنت أول جامعة أنتجت العلم، وأنجبت العلماء، وصانت بدائع التراث، وكانت مهداً لمقاومة الاحتلال والمطالبة بالاستقلال.
ـ وحيث إنها أسهمت في إغناء الحضارة الإنسانية قِيماً ومواقفَ وأنماط َتعايُش، مما بوَّأها المكانة الرفيعة كعاصمة علمية وروحيةٍ للمملكة المغربية.
ـ وحيث إنها حظيت ولا تزال بتقدير خاص يجعلها محط رحال مؤتمرات عالمية علمية وحضارية وازنة.
ـ ورغم ما أنجز وما هو في طور الإنجاز، يسود الإلحاح على ضرورة حث الخطى لاستئناف الريادة، وتيسير أسباب التألق والاستدامة.
وإننا مقيمين ونازحين وكلَّ الغيورين على فاس
إذ نُشِيدُ بالعطف المولوي والتقدير السامي الذي منحها ويخصُّها به ملكُ البلاد
وإذ نعتز بالتصنيف الذي أدرجتها به منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي
وبالتقدير الخاص الذي جعل منها محجّاً للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات
ـ ندعو إلى رفع وتيرة تنميتها، لتستأنف ريادتها، وتنهض برسالتها الحضارية المتميزة.
ـ ونُهيبُ بالمؤسسات الإدارية، والهيئات المنتخبة، وكلِّ المواطنين الغيورين، وكافة القُوى الحية إلى الانخراط في تفعيل الحكامة المحلية، من أجل إنضاج رؤيةٍ استشرافية تُلهم المبادرات، وتبعث على إنجاز الدراسات، وتسريع الإنجازات.
وحرر بفاس
في 11 جمادى الثانية 1444 هـ الموافق ل 04 يناير 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *